فلسطين أون لاين

12 ينبوعًا في واد قانا تهددها مستوطنات دخيلة

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

تعاني مناطق واسعة في الضفة الغربية من شح المياه بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع المواطن الفلسطيني من استغلال موارد وطنه المائية، وسحب المستوطنات المياهَ الجوفية لصالحها، ما يؤثر في حصة الفرد الفلسطيني منها.

"واد قانا" هو محمية طبيعية تقع بين سفحَيْ جبلَيْن بين محافظتَيْ سلفيت وقلقيلية شمال الضفة الغربية، يحتوي على 12 ينبوعًا طبيعيًّا، يستفيد منها المزارعون الفلسطينيون منذ عشرات السنين أي قبل وجود المستوطنات المحيطة به، التي أحكمت سيطرتها في المكان، حتى بات المزارع الفلسطيني يعاني من شح المياه.

المزارع جهاد منصور قال: "هناك سرقة لمياه الوادي في وضح النهار من المستوطنين وسلطات الاحتلال، إذ أنشأت هذه السلطات مضخات ضخمة في نهاية الواد؛ لسحب مياه الينابيع والمياه الجوفية منه، ما أدى إلى حرمان المزارع الفلسطيني من مياه أرضه".

وأضاف منصور لـ"فلسطين": "نواجه شحًّا في المياه بتقسيم المياه فيما بيننا على طريقة الدور، وهذا لم يكن سابقًا، فالمياه كانت تكفي للريّ لكل المزارعين في آن واحد، إلا أن انخفاض نسبة المياه في الينابيع المتبقية زاد الوضع سوءًا".

وتابع: "إذا فقدنا الماء في هذه الينابيع فلن نستطيع البقاء في هذا المكان، فسرقة مياهه لها آثار كارثية علينا وعلى المزروعات التي تحتاج إلى الري طوال فترة الصيف، أي لمدة تزيد على سبعة أشهر من شهر آذار حتى شهر تشرين ثانٍ حتى هطول المطر".

يشار إلى أن هناك 120 مزارعًا يعيشون في بطن واد قانا، وأكثر من خمسة آلاف شجرة حمضيات مزروعة فيها منذ خمسينيات القرن الماضي، ويمنع الاحتلال زراعة أشجار جديدة أو مد أنابيب لنقل المياه، عوضًا عن إصلاح التالف منها.

رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان، قال لـ"فلسطين": "واد قانا معظم أراضيه تتبع لبلدة دير استيا، وكان فيه 12 ينبوعًا قبل غزو الاستيطان له، ونتيجة سرقة المستوطنين والاحتلال للمياه جفّت ثلاثة ينابيع بشكل كامل، وانخفض منسوب المياه في الينابيع المتبقية، ولم تعد تكفي لسد حاجة المزارعين فيبطن واد قانا، حيث أشجار الحمضيات بأنواعها كافة".

وأشار زيدان إلى أن المزارعين يشتكون من شح المياه، وهذا أثر سلبًا في منتوجاتهم الزراعية من الحمضيات، التي تحتاج إلى مياه في فصل الصيف حتى لا تصاب بالتلف.

وأضاف: "الحرب الإسرائيلية ضد واد قانا شاملة، سواء من خلال سرقة المياه أو منع المزارعين من زراعة أشجار جديدة، أو منعهم كذلك من بناء أكواخ للمزارعين تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء".