الجيش الصهيوني يستخدم كل الأسلحة الفتاكة والمميتة، ولا يتردد قادته في إعطاء التعليمات باستهداف الأطفال والنساء، في كل مرة يحرص الجيش الصهيوني على التسبب بمزيد من القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ومع ذلك يبقى من المهم التأكيد أن مرور الزمن على هذه الجرائم لا يعفى الاحتلال من المسؤولية.
هناك عشرات بل مئات المجرمين على مستوى العالم ممن تورطوا بجرائم سواء كانت ضد الإنسانية أو جرائم إبادة أو ما شابه، كثير منهم تم ملاحقته وبعضهم أودع السجن وبعضهم لا يزال تحت الملاحقة القضائية لدى المحافل الدولية، مما شكل عليهم وعلى دولهم وحكوماتهم عاملاً ضاغطاً لمحاولة تصحيح سلوكهم وضبط وتنظيم أعمالهم الحربية في المنازعات والحروب بل واللجوء إلى الطرق البديلة التي تبعدهم عن المساءلات والملاحقات الجنائية الدولية، ليطفو على السطح تفضيل العمل الدبلوماسي وعدم استخدام القوة المفرطة حال اندلاع أي مواجهات مع إقليم أو دولة.
إن تعطيل بعض المذكرات والدعاوى التي ترفع لدى جهات جنائية دولية من قبل الإدارة الأمريكية ودول أخرى تربطها مصالح وتحالفات مع كيان الاحتلال لن يستمر طويلًا، وإن أحرار العالم يمكنهم أن يقدموا شيئاً، لينصفوا شعبنا الذى يقع ضحية احتلال عنصري بربري مجرم، لا زال يسرق الأرض ويستولي على مقدرات شعبنا، ويسابق الزمن لطمس التاريخ والهوية الوطنية للأماكن التاريخية والمقدسة في فلسطين، فضلاً عن استمراره في قتل الفلسطينيين الأبرياء.
ومن هنا يقع علينا واجب تكريس جهد مضاعف لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وملاحقته في كل ميدان ليعلم أنه لا يمكن أبداً أن يفلت بجرائمه البشعة التي يرتكبها ليل نهار والتي ستبقى وصمة عار تلاحقه، وأن سعيه لتجميل صورته أمام العالم ليطرح نفسه كدولة ديمقراطية تسعى إلى السلام وتحترم القوانين الدولية ستبوء بالفشل، في ظل حالة الوعى الفلسطيني وإعمال هذا الجانب، ومواصلة السير في الطريق الحقوقي والاستعانة بكل المؤسسات والمراكز الحقوقية التي تنتشر في العالم، فهل نحن جاهزون لهذا؟؟!!
وهل لا زال يشكل هذا الطريق وهذه الأداة أولوية على الأقل؟!!
لذلك يصبح من الواجب على المؤسسات والمراكز الحقوقية وكل المعنيين فضح هذه الجرائم وتوثيق هذه الانتهاكات، لأن ملاحقتهم في الميدان الحقوقي لا يقل أهمية عن أي عمل آخر، فإن هناك جهات دولية يمكنها ملاحقة قادة الاحتلال ولكن الأمر يحتاج لكثير من الجهد في هذا المجال، حتى نصل إلى اليوم الذى نرى فيه قادة الاحتلال يحاكمون كمجرمي حرب.
فعلاً نحن قادرون على مواصلة الكفاح والنضال بكل ما أوتينا من قوة، إذا ما توفّرت إرادة حقيقيّة لترجمة أقوالنا إلى أفعال، آن الأوان ليطرق الفلسطيني البوابات الحقوقية في العالم بطريقة متزنة وواعية ومتواصلة متسلحاً بإرادته الحرة وفى جعبته كل الوثائق والمستندات التي تدين الاحتلال وقادته وضباطه المجرمين. نعم الشعب الفلسطيني يستحق منا هذا الجهد وتضحياته تفرض علينا الخوض في كل طريق للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه، وملاحقة المتسببين عن هذه الجرائم ولجم هذه الألة الحربية الصهيونية، وإعمال العدالة الجنائية الدولية لأن ذلك حق كفلته الأعراف والقوانين الدولية لكل الشعوب المقهورة ولكل الضعفاء في العالم.