قال وكيل جهاز المخابرات المصرية العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، إن ورقة حركة "فتح" الأخيرة بشأن المصالحة الفلسطينية "بعيدة كل البعد عن مطلب الفصائل الأخرى"، مؤكدًا أن القاهرة لم تصل لصيغة توافقية تستطيع بها دفع عجلة المصالحة للأمام.
وأوضح اللواء رشاد في تصريحات عبر الهاتف لصحيفة "فلسطين"، أن نقاط الاختلاف أكبر بكثير من نقاط التوافق بين الأطراف الفلسطينية بشأن المصالحة، مضيفًا: "لذلك سيبقى مشهد المصالحة كما هو عليه الآن دون أي تقدم، والقاهرة تركت الأمور للزمن لحل المشاكل العالقة".
وشدد على أن مصر شريك أساس في القضية الفلسطينية، وهدفها الرئيس الوصول لحل مناسب للقضية بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر بين الفصائل، التي لا تخل بتبني مصر للقضية ومساندة الشعب الفلسطيني.
ودلل رشاد على حديثه برفض مصر لما تسمى "صفقة القرن" الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، "وهذا يعني أنها تضع القضية الفلسطينية موضع الاعتبار الأول"، لافتًا إلى أن المبدأ الأساس الذي تقوم عليه الصفقة استبعاد القدس من دائرة التفاوض وتصفية قضية اللاجئين وهذا ما رفضته مصر والدول العربية، وفق قوله.
ولفت إلى أن هناك اختلافا كبيرا بين مصر وأمريكا حول "صفقة القرن"، لأن القاهرة لا يمكنها قبول شيء لا يتماشى مع وجهة النظر الفلسطينية، مشيرًا إلى أن واشنطن تحاول الآن إعادة صياغة بنود الصفقة ببعض التعديلات عليها معتقدة أنها ستلبي مطالب الفلسطينيين.
حصار غزة
من جانب آخر، قال المسؤول المصري السابق، إن الاحتلال الإسرائيلي استغل (تراجع وتيرة) إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، والهدوء الذي رافقه، للتراجع خطوة عن الاستجابة لمطالب رفع الحصار عن غزة.
وأوضح رشاد أن الاحتلال يتعامل مع حصار غزة وفق مصالحه، إذ يتنازل عن بعض شروطه لإنهاء الحصار كلما زاد الضغط عليه من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار، خاصة ما يتعلق بمستوطني منطقة "غلاف غزة".
وبين أن الاحتلال له مبدأ أساس يتمثل باستمرار الحصار حتى ترضخ غزة لشروطه ومطالبه، لذلك يشدد الحصار كنوع من الضغط، مشيرًا إلى أن مصر تحاول تخفيف حدة الضغط الإسرائيلي من خلال فتح معبر رفح البري حتى لا ينفجر القطاع باتجاهها رغم مخالفة ذلك لاتفاقية المعابر لعام "2005"، كما قال.
ولفت إلى أن التحركات الشعبية شرقي قطاع غزة أثرت بشكل مباشر على الاحتلال ومستوطنيه، واستمرارها بطريقة سلمية يمكن أن يضغط عليه لإعادة النظر بموضوع الحصار.
وشدد رشاد على "أن أمن غزة جزء من الأمن القومي المصري واستقرارها مهم للقاهرة بالدرجة الأولى، لذلك تسعى للدفع باتجاه استقرار الأوضاع في القطاع حتى لا تكون مصر منطقة تفريغ القطاع تحت أي ضغط إسرائيلي، في ظل انخفاض المستوى المعيشي في غزة".