قائمة الموقع

​فريق كاراتيه من ذوي الإعاقة الأول في فلسطين

2018-09-15T09:01:58+03:00

قرروا التمرد على الواقع، فلا شيء سيقف أمام إرادتهم الصلبة وعزيمتهم القوية، فقد آمنوا أن لا فرق بينهم وبين الناس ، طالما يمتلكون العزيمة والإصرار في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، لا تقل شيئًا عما كانوا عليه سابقًا.

فعلى كراسيهم المتحركة - والتي أصبحت جزءًا من حياتهم - يصطفون بجانب بعضهم في الملعب المخصص للتدريب، بعدما ارتدوا بزتهم البيضاء الخاصة برياضة الكاراتيه، وجل تركيزهم مع مدربهم الذي يعلمهم الحركات المختلفة.. ليكونوا أول فريق من ذوي الإعاقة الحركية يمارس رياضة الكاراتيه على مستوى فلسطين.

كسر للحواجز

اللاعب محمد طوطح "30 عامًا" من سكان مدينة غزة، بترت قدمه اليمنى في الحرب الأولى على قطاع غزة عام 2008م بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيته، فهو فنان تشكيلي على رمال البحر، ولاعب لكرة السلة، والتحق بفريق الكاراتيه ليعيد مجده قبل إصابته.

قال: "قبل الإصابة كنت من المنضمين للأندية الرياضية من أجل تعلم رياضة الكاراتيه، ولكن بعد الإصابة توقفت عن ممارستها، وأيقنت فيما بعد أن المجتمع هو من يفرض العزلة على ذوي الإعاقة، ومن السهل الانخراط في المجتمع، لذلك قررت العودة لتعلمها ومن ثم ممارستها".

وقبل اتخاذ قرار العودة لهذا النوع من الرياضة، فكر كثيرًا خاصة أنها تحتاج لقدرات بدنية، ولم يتخيل أنه من الممكن ممارستها على كرسيه المتحرك، ولكن بفضل الله يمتلك قدرات بدنية ومعنوية، مضيفًا: "الإعاقة لا تقف في طريق أحد طالما الإرادة والعزيمة موجودة، فالعدو الإسرائيلي حاول أن يبتر أقدامي ولكن لم يتمكن من بتر عزيمتي".

واستطاع كسر جميع الحواجز رغم إعاقته، وأثبت أن هذا النوع من الرياضة القتالية ليس حكرًا على فئة معينة، ويطمح بأن يرفع علم فلسطين واسمها في المحافل الدولية بمشاركته في البطولات العالمية.

ورغم أنه لم يمضِ على نشأة الفريق وقت طويل، إلا أن اللاعبين استطاعوا اكتساب مهارات الرياضة بسرعة، وتخطوا مراحل مهمة بفترة قصيرة بفعل إرادتهم وعزيمتهم، وتستغرق مدة تدريبهم ثلاثة أيام في الأسبوع مدة أربع ساعات متتالية.

ثقة بالنفس

وفي السياق ذاته، قال مدرب الفريق حسن الراعي: "يتكون الفريق من 17 عضوًا، 10 شباب، و7 فتيات، ويستعد ثلاثة أفراد منهم للمشاركة في البطولة العربية الأولى لذوي الإعاقة الحركية على مستوى الوطن العربي، والتي ستقام في العاصمة المصرية القاهرة".

وأوضح أن السبب الذي دفعه لاتخاذ خطوة تكوين فريق من ذوي الإعاقة الحركية لرياضة الكاراتيه هو النجاح الذي حققه مع فريق رياضة الكاراتيه لفئة المكفوفين، كما أن فئة ذوي الإعاقة الحركية باستطاعتهم تسجيل نجاح باهر خاصة أن معظم أعضاء الفريق من لاعبي كرة السلة.

وأضاف الراعي: "إلى جانب ذلك فإن العالم الخارجي مؤمن بقدراتهم ومهاراتهم، كما أن هذه الرياضة تساعدهم على الاندماج في المجتمع بدلًا من العزلة التي يفرضها البعض عليهم، وحالة التهميش التي يعانون منها، وتمدهم بالثقة بالنفس وتنعكس عليهم ايجابيًا ونفسيًا".

وبين أن فئة ذوي الإعاقة الحركية يعتقدون أنه ليس بإمكانهم الدفاع عن أنفسهم، ولكن مع ممارستهم وتدريبهم على رياضة الكاراتيه تبين لهم العكس.

وتابع الراعي حديثه: "إننا في غزة جميعًا من ذوي الإعاقة مع وقف التنفيذ بفعل الحروب واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، كما أننا نسعى من خلال ذلك الفريق لإيصال رسالة للعالم أنه رغم ما يعاني منه القطاع إلا أننا قادرون على اكتشاف المهارات والقدرات وتخريج أفواج جديدة تحب الحياة وتطمح للفوز".

ونبه إلى أن فريق ذوي الإعاقة الحركية لرياضة الكاراتيه يعدّ الفريق الأول على مستوى فلسطين، ويسعون لأن يكونوا حاضرين في كل المنتخبات حتى تصل الصورة للعالم، وأنه يمكن النضال من خلال مواهبهم وقدراتهم.

ولفت الراعي إلى أن هناك عقبات تواجههم إلا أنها تنحصر في قلة الامكانيات وعدم توفر الأدوات اللوجستية، إلى جانب عدم توفر التغطية المالية لشراء أجهزة خاصة بهم، موضحًا أن رياضة الكاراتيه ليست بالرياضة البسيطة فهي تحتاج للياقة بدنية وبنية جسدية قوية، كما يجب على اللاعب إتقان الحركات والانتباه لكيفية القيام بها بطريقة سليمة حتى لا يتسبب بأي ضرر له.

اخبار ذات صلة