فلسطين أون لاين

​مشروع لتقليل انبعاث غاز Co2 الناتج عن صناعة الإسمنت

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

تمكن طالبان من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية من تنفيذ مشروع عبارة عن جهد بحثي يساهم في الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن صناعة الإسمنت وتقليل كمية الزجاج الملقاة في مكبات النفايات، وذلك عن طريق استبدال جزء من الإسمنت ببودرة الزجاج المطحون، حيث يتم الحصول على الزجاج من المخلفات العامة البيتية والصناعية في قطاع غزة.

جهد قائم

وفاز الطالبان مصطفى جهاد الأفغاني وعوني أبو حصيرة من تخصص هندسة تكنولوجيا المباني بالمركز الثاني في جائزة الكلية لأبحاث ومشاريع التخرج التي نفذتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية لاختيار أفضل أبحاث ومشاريع التخرج المقدمة من الطلبة.

وقال مشرف المشروع د. حسام الأقرع لـ "فلسطين": "المشروع عبارة عن جهد قائم منذ عام 2014، وفي هذه الفترة تم تقديم طلب للحكومة الفرنسية للتفكير في إمكانية إعادة تدوير الزجاج، واجهتنا مشكلة في البداية وهي أن تكلفته المادية عالية كما أن الموادالتي تستخدم في إعادة تدوير الزجاج يمكن أن تسبب تلوثا للبيئة فكانت الفكرة استخدامه في الباطون كبديل جزئي عن الأسمنت".

وأضاف: "كان هناك صعوبة في أنه لا يمكن وضع الزجاج بدلاً من الأسمنت فقمنا بالبحث عن شيء جديد بتحضير الزجاج قبل إدخاله للخلطة الخرسانية".

وأكد الأقرع أن البحث يهدف إلى دراسة أثر الاستبدال الجزئي للإسمنت بالزجاج المطحون والمذاب في الماء على الخواص الميكانيكية للخرسانة، لافتاً إلى أن المشروع يعتبر ذا فائدة بيئية وفنية واقتصادية بشكل أساسي.

الأثر البيئي

ونوه الأقرع إلى أن تطبيق المشروع سوف يؤدي إلى تقليل الأثر البيئي لصناعة الخرسانة بحيث يقلل كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من هذه الصناعة وبالتالي يساهم في تقليل الانحباس الحراري.

وقال: "هناك فوائد فنية للمشروع تتمثل في إضافة الزجاج الذي يحسن من الخواص الميكانيكية للخرسانة ويزيد من قوتها على المدى الطويل كما ويقلل امتصاصها للماء مما يعني أن الخرسانة ستدوم لفترة أطول، وتكمن الفائدة الاقتصادية للمشروع بأن استخدام الزجاج سيقلل من تكلفة الكوب الواحد للخرسانة مما يعني أن التكلفة الإجمالية للمبنى ستقل بشكل ملحوظ".

ونوه الأقرع إلى أنه تم اختيار هذا المشروع ضمن توجه القسم الاستراتيجي نحو المساهمة في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن مواد البناء، حيث تعتبر مواد البناء بشكل عام وصناعة الإسمنت بشكل خاص من أكثر المساهمين في تلوث البيئة ولذلك فهناك حاجة ملحة لتقليل هذا الأثر البيئي عبر أفكار إبداعية وخلاقة.

الخلطة الخرسانية

وأضاف: "فكرة استبدال جزء من الإسمنت داخل الخلطة الخرسانية بمادة صديقة للبيئة مثل الزجاج هي فكرة جديدة بحيث يتم تقليل أثر الإسمنت على البيئة بتقليل الكمية المستخدمة وأيضا تقليل كمية النفايات الصلبة عن طريق استخدام نفايات الزجاج وإعادة تدويرها داخل الخرسانة".

وتابع الأقرع قوله: "قام الطلاب بتطوير طريقة جديدة لإضافة الزجاج على الخلطة الخرسانية وذلك من خلال الإذابة المسبقة في الماء، وقد أثبتت التجارب أن إضافة بودرة الزجاج المطحون والمذاب في الماء تؤدي إلى زيادة قوة الخرسانة وتقليل امتصاصها للماء مما يحسن من خواصها الميكانيكية وبالتالي يقلل من تكلفتها ويقلل من أثرها السيئ على البيئة".

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت سير المشروع، أوضح الأقرع أن العقبة الأولى كانت في الحصول على الزجاج وأيضا طريقة تحضيره حيث يحتاج إلى تكسير وتنخيل بطرق خاصة.

وأشار إلى أنه من الصعوبات كذلك التي واجهها الطلاب صعوبة إجراء بعض التجارب حيث لا تتوفر الأجهزة اللازمة في أي من جامعات القطاع مما اضطر الطلاب لعمل بعض الاختبارات بأن يقوموا بإرسالها لفرنسا.

عقبات التسويق

وقال: "إضافة إلى عقبات أخرى في التسويق، فصناعة الإنشاءات تعتبر صناعة محافظة ولا تقبل التجديد بشكل سهل، كما يعتبر عامل الوقت من أهم العقبات فالمشروع يحتاج إلى مدة أطول، في حين أن المدة المقررة لإجراء المشروع هي سنة واحدة فقط".

وأوضح أن أكبر معيق من ناحية كيميائية هو الربط بين التركيب الداخلي للباطون مع التصريف العام وكذلك عملية الربط ما بين التغيرات التي حدثت أثناء وضع الزجاج في الماء لربطها مع الزيادة في القوة الخرسانية مكلفة في غزة جداً.

ونوه الأقرع إلى أن بعض الفحوصات غير موجودة في قطاع غزة وهي متوفرة فقط في مصر أو في دول أوروبية.