جمال أبو سمهدانة الشهير بـ"أبي عطايا" مقاوِم فلسطيني مر بمحطات عدة خلال نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
قضى أبو سمهدانة قائد ومؤسس لجان المقاومة الشعبية طفولته في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، الذي ولد فيه عام 1963م، ليكون شاهدًا وسنه ستة أعوام على اعتقال والده وأخيه خمس سنوات متواصلة في سجون الاحتلال، وشاهدًا على استشهاد شقيقيه صقر في 1976م، وطارق في 1987م، ليبقى سائرًا على درب المقاومة.
وشارك أبو سمهدانة في الهبة الشعبية عام 1981م التي انطلقت في قطاع غزة، إذ انضم إلى خلية فدائية بمدينة رفح، خلال دراسته الثانوية، ليعتقل أربعة أشهر عام 1982م، وبعد الإفراج عنه أصبح مطاردًا، بعد تنفيذه عملية حرق سيارة مدير بنك (هبوعليم) في رفح.
وانتقل بعد مطاردته إلى مصر، لتبدأ مرحلة تنقله بين عدد من الدول العربية والإسلامية، ليستقر بعدها بدراسته الجامعية في ألمانيا ملتحقًا بالكلية العسكرية ليتخرج في 1989م.
وتنقل بعد تخرجه بين العراق والجزائر، ثم عاد إلى قطاع غزة بعد اتفاق أوسلو عام1993م، الذي عارضه بشدة، وحارب شبهات الفساد في السلطة إلى أن اعتقله جهاز الأمن الوقائي سنة 1997م، مدة سنة وسبعة أشهر، لتنفيذه عمليات فدائية ومساعدة فصائل المقاومة.
ومع انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000م أسس أبو سمهدانة لجان المقاومة الشعبية، وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، ليكون على قائمة أبرز المطلوبين الفلسطينيين للاحتلال خلال سنوات الانتفاضة الثانية.
وبرزت لجان المقاومة بعد أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الشهيرة (ميركافاة)، قتل خلالها عدد كبير من جنود الاحتلال، الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة استهدافه.
وقد حاولت قوات الاحتلال أكثر من أربع مرات اغتيال "أبو سمهدانة"، لكنها باءت جميعها بالفشل.
وتولى أبو سمهدانة منصبًا مهمًّا، مراقبًا عامًّا لوزارة الداخلية والأمن الوطني، في الحكومة التي شكلت بعد الانتخابات التشريعية عام 2006م.
وفي الثامن من حزيران (يونيو) 2006م كان أبو سمهدانة في موقع تدريب تابع للمقاومة في تل السلطان برفح، حينها قصفت طائرات الاحتلال الموقع بالصواريخ، ما أدى إلى استشهاده على الفور.
رفيق درب الشهيد محمد أبو نصيرة، مرافقه في العمل المقاوم؛ استعرض في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أبرز محطات العمل النضالي للشهيد أبو سمهدانة، مؤكدًا دوره في التخطيط لعمليات نوعية وتنفيذها ضد جنود الاحتلال والمستوطنات في قطاع غزة، قبل دحر الاحتلال منه في 2005م.
واستذكر أبو نصيرة الروح الوطنية لـ"أبو سمهدانة" في العمل المقاوم المشترك مع فصائل المقاومة، قائلًا: "حمل همًّا كبيرًا يتمثل في محاربة العدو الصهيوني، وكان يعشق العمل المشترك، وله بصمات في الميدان بعمليات مشتركة، وله بصمة مميزة بروحه الوطنية".
وختم بتأكيد استمرار لجان المقاومة الشعبية وفصائل العمل المقاوم على نهج الشهيد، لافتًا إلى أن المقاومة باتت تمتلك إمكانات متطورة تقاوم بها الاحتلال الإسرائيلي.