"مقبرة الأحياء، غوانتانامو فلسطين" تسميات أطلقها معتقلون سياسيون قضوا فترة اعتقالهم في سجن أريحا التابع لأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وذلك في إشارة لـ"إجرام محققي السلطة، وأشكال التعذيب المختلفة التي لاقوها فيه".
ويعرف سجن أريحا بين المحررين، وخاصة عناصر حركة حماس، بأنه "وسيلة ردع كل من استعصى على أجهزة أمن السلطة في مدن الضفة، وفشلت في انتزاع الاعترافات منه، وكأسلوب للضغط على الكثيرين لتحصيل معلومات أو ردع أشخاص آخرين".
ويقول أحد المحررين (ع. م) الذي أمضى أكثر من عشرين يوما في سجن أريحا: "معظم المتواجدين في السجن، تم تحويلهم من محافظات الضفة؛ نتيجة فشل أجهزة أمن السلطة في الحصول على الاعترافات منهم؛ لأنه ولا يخفى على أحد فإن جميع أشكال التعذيب في هذا السجن تستخدم ضد المعتقلين".
ويضيف: "بمجرد وصول المعتقل السياسي لسجن أريحا، يتم تغطية عينيه وتكبيل يديه للخلف والاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل عدد من عناصر المخابرات لإرهاب المعتقل وإعطائه صورة عما سيعانيه".
ويشير إلى أن إدارة سجن أريحا، تعاقب المعتقلين وتحرمهم من العديد من الأمور، كالحرمان من الزيارة أو الاتصال الهاتفي مع الأهل، مؤكدا في الوقت ذاته، أن المعتقلين يحرمون من سماع صوت الأذان بالمطلق.
ويتابع: "خلال عشرين يوما لم أسمع صوت الأذان، نتيجة اعتقالنا في زنازين مغلقة وأصوات التعذيب والضوضاء تملأ المكان.. كنا لا نعرف أوقات الصلاة إلا بعد إلحاحنا بالسؤال عنها".
ويروي محرر آخر يطلق على نفسه (أبو محمد)، أجواء سجن أريحا، قائلا: "يتعمد المحققون أن يرى المعتقلون بعضهم البعض أثناء التعذيب، مثلا: يتم شبح أحد المعتقلين على بوابة أحد الحمامات بحيث يراه المعتقلون عند ذهابهم إلى الحمامات".
ويضيف أبو محمد "يمكث المعتقل طوال فترة التحقيق في زنازين انفرادية صغيرة جدا، وبدون فراش.. الظروف الإنسانية منعدمة في سجن أريحا، نظرا لأساليب التعذيب التي تتبع ضد المعتقلين".
ويتابع: "الضرب المبرح، الشبح، الفلقة، المياه الباردة، الحرمان من النوم، كلها أساليب تستعمل ضد المعتقلين هناك دون وجود رقابة أو متابعة من أي مؤسسة حقوقية لدرجة تطلق على السجن مقبرة الأحياء".
يذكر أن أجهزة أمن السلطة تعتقل يوميا، العشرات من عناصر حركة حماس، ونشطاء المقاومة في الضفة الغربية، دون لوائح قانونية.