قائمة الموقع

​تحليل: "التنسيق الأمني" كلمة سر بقاء عباس

2018-09-05T05:50:18+03:00

عندما يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إحباط عمليات كان فلسطينيون ينوون تنفيذها ضد أهداف إسرائيلية، ومن ثم يعلن رئيس السلطة محمود عباس، أنه يلتقي رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الشاباك( شهريًا، يتضح مدى التعاون الأمني القائم بين السلطة و(إسرائيل) رغم تعثر مفاوضات التسوية السياسية منذ سنوات مع حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، وتصاعد انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق المواطنين.

والأحد الماضي، التقى عباس في مقر الرئاسة برام الله، وفدًا من حركة "السلام الآن" الإسرائيلية. وأكد أنه "رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، إلا أننا ما زلنا مؤمنين بـ(السلام) على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، لإقامة دولتنا المدنية التي تعمل على نشر الثقافة والسلام في العالم".

ونقل موقع عبري، عن أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي التقى عباس، أن الأخير أبلغهم أنه يعقد لقاءات مع رئيس (الشاباك) "نداف أرغمان" لغايات التنسيق الأمني، وذلك على الرغم من القطيعة السياسية.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي: إن الاحتلال يدرك خارطة مصالح عباس وسلطته، ويدرك أن مصلحة عباس فقط في التعاون والتنسيق الأمني.

وأضاف النعامي لصحيفة "فلسطين": إن مصدر الشرعية الوحيد أمام عباس هو التعاون الأمني مع الاحتلال، وفق تعبيره.

وكان رئيس وزراء الاحتلال السابق أيهود أولمرت، دعا في تصريحات صحفية، إلى تقوية عباس، على اعتبار أنه "رجل سلام حقيقي". واعتبر أيضًا أنه "شريك حقيقي حتى عندما ارتكب أخطاء فادحة".

لكن النعامي اعتبر أن (إسرائيل) "ليست بحاجة إلى نصيحة أولمرت لإدراك أهمية عباس والسلطة كعامل داعم أساسي للأمن الصهيوني وأمن المستوطنات".

وتابع: (إسرائيل) تدرك هذا الأمر وتتعامل على هذا الأساس، وتدرك أن هامش المناورة المتاح أمام عباس محدود تمامًا، وبالتالي بإمكانه أن تبتزه وتحصل على التعاون الأمني بدون مقابل سياسي كبير.

واعتبر النعامي أن قبول الاحتلال الإسرائيلي باستمرار بقاء السلطة في الضفة الغربية، يعني دعمها ورئيسها أيضًا.

ويلتقي مسؤولون في السلطة من بينهم رئيس مخابرات السلطة اللواء ماجد فرج، ومسؤول الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ، وهما عضوان في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بمسؤولين عسكريين إسرائيليين، وتتداول صفحات إسرائيلية الصور على الملأ في مواقع التواصل الاجتماعي.

أما المختص بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي، فيرى أن (إسرائيل) ليست معنية بوجود أي قوة فلسطينية ذات وزن حقيقي في الضفة الغربية، وهي معنية أكثر بإبقاء الفلسطينيين متناحرون فيما بينهم وأقوياء ضد بضعهم البعض.

لكن في مقابل ذلك، يريد الاحتلال الفلسطينيين ضعفاء عاجزين تجاه (إسرائيل)، وهي تستخدم سياسة "فرق تسُد" بين الأطراف الفلسطينية، كما يقول مجلي لـ"فلسطين".

ولفت الأنظار إلى أن التنسيق الأمني موجود بين السلطة والاحتلال بشكل معروف، في محاولة لمنع وقوع عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

لكن في مقابل ذلك تواصل قوات الاحتلال ارتكاب الجرائم في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وكذلك الاقتحامات والاعتقالات اليومية التي تطال المئات، في وقت تستعدي وتعتقل فيه أجهزة أمن السلطة عناصر وقيادات من حماس والجهاد الإسلامي، وأسرى محررين كذلك في الضفة الغربية المحتلة.

وكان النائب العربي في "الكنيست" الإسرائيلي جمال زحالقة، اعتبر في منشور له على صفحته في موقع "فيس بوك"، لقاء عباس برئيس (الشاباك) بشكل دائم "مصيبة"، وتفاخره بأنه يتفق معه على 99 بالمئة من الأمور "ضربة قاضية".

اخبار ذات صلة