قال أستاذ العلاقات الدولية المساعد في جامعة بيرزيت، أحمد عزم، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستفشل في تصفية القضية الفلسطينية وإخراجها من جوهرها السياسي للتعامل معها إنسانيًا، وكذلك ستفشل هجمتها على قضية اللاجئين المقدر تعدادهم بـ5 ملايين لاجئ يتلقون الإغاثة من وكالة الأمم المتحدة "الأونروا".
وفي اتصال هاتفي، أكد عزم لصحيفة "فلسطين"، أن "إدارة صهيونية تحركها المصالح الإسرائيلية بشكل أعمى هي من تقود الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تأخذ حتى المصالح الأمريكية في الحسبان أو عواقب ما تفعله".
وبين أن الإدارة الأمريكية تحاول حسم قضايا الحل النهائي مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتها الحدود والقدس واللاجئون والأرض والمياه، من خلال إجراءات على الأرض، منها إعلان القدس المحتلة عاصمة للاحتلال في 6 ديسمبر/ كانون الثاني 2017، وتقليص نسبة المساعدات المالية الأمريكية المقدمة لوكالة الغوث الأممية قبل الإعلان مساء الجمعة الماضية عن وقفها تمامًا.
وأكد عزم أن الاستهداف الأمريكي للأونروا جاء لأنها تحولت إلى سجل دولي للاجئين، وأدامت عمر قضيتهم، لذلك تسعى إدارة ترامب للخروج بها والقضية الفلسطينية ككل من بعدها السياسي إلى الإنساني.
وذكَّر أنه في مرحلة ما بين عام 1948 حتى إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، كان هناك حالة تعاون دولي في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية إنسانية وليست قضية سياسية. وبعد إنشاء منظمة التحرير والكفاح المسلح الفلسطيني أدى لك إلى إعادة القضيةالفلسطينية إلى جوهرها الحقيقي وبعدها السياسي والوطني، بحسب عزم.
لكن ورغم ذلك، كما يضيف، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إيجاد أي طريقة لإعادة القضية إلى شكلها الإنساني، لتصبح قضية إغاثة وتمويل، وليس حقوقا وطنية مشروعة ومطالبة بوطن فلسطيني مستقل.
وقال إن الإدارة الأمريكية فشلت حتى الآن في الحصول على مباركة عربية رسمية لمثل هذه الخطوات.
وأضاف، بالنسبة للدول العربية التي بدت في نهاية عام 2017، مستعدة للتجاوب مع أفكار أمريكية لعملية التسوية، اتضح لها أنه لا يوجد أفكار وإنما إجراءات على الأرض، بينما رفض الفلسطينيون التعامل مع الطروحات الأمريكية ورفضوا قرارات إدارة ترامب، لذلك فإن الدول العربية لا يمكن لها تجاوز ما يقرره الفلسطينيون.
وقد أدى هذا، بحسب أستاذ العلاقات الدولية، إلى فشل إدارة ترامب في الحصول على ما كانت تطمح الحصول عليه من تطبيع عربي سريع في مختلف المجالات مع الاحتلال، لكن الأخير في مقابل ذلك استمر في التوسع الاستيطاني، والتهويد، وفرض حقائق لصالحه في الأراضي المحتلة.
وبالنسبة لتحركات عقد مؤتمر دولي في الأردن، لتأمين دعم بديل عن توقف أمريكا عن دعم الأونروا، سيوجه صفعة قوية للإدارة الأمريكية إذا قام العالم بتعويض ما كانت تقدمه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وفق عزم.
لكن عزم رأى أنه في حال عدم توحيد صفوف الشعب الفلسطيني والعمل بشكل أكثر فاعلية ستكون المخاطر أكبر في مواجهة القضية الفلسطينية.
ورجح قيام الاتحاد الأوروبي ودول عربية بتعويض النقص الذي سينجم عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من تمويل الأونروا، لكن إذا تركت مخيمات اللاجئين وخاصة في لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، دون الدعم الذي تحصل عليه والمساعدات التي كانت تتلقاها، سيؤدي ذلك إلى حركة داخل المخيمات وإعادة طرح قضية اللاجئين، وإعادة خلخلة المشهد السياسي الفلسطيني.
وشدد على أن "الإدارة الصهيونية" التي تدير الولايات المتحدة الأمريكية "لا تتحرك بوعي كافٍ، ولا تعي ما تفعله، وبالتالي قد ينقلب السحر على الساحر، سواء بتعويض دول الاتحاد الأوربي للدعم الأمريكي، أو حتى حراك سياسي جديد في مخيمات اللجوء".