قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، د. خليل الحية: إن موقف السلطة وحركة "فتح" يعرقل مساعي رفع الحصار عن غزة، موضحا أنه لا مواعيد محددة في القاهرة لاستئناف مباحثات حول تثبيت وقف إطلاق النار الذي جرى في 2014، وأضاف: "لن ننتظر طويلا أمام هذا الحصار المتواصل".
وأوضح الحية في تصريح لصحيفة "فلسطين"، اليوم، على هامش مشاركته في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية شرق غزة، أنه كان يفترض الأسبوع الماضي أن تكون هناك دعوة مصرية للفصائل، لكن طلب "الإخوة المصريون" تأجيل اللقاءات لوقت ما.
وذكر أنه لا مواعيد محددة لمواصلة المباحثات في القاهرة، قائلا: "كأن هذه المواعيد ارتبطت برد حركة فتح الذي أطلعنا عليه واستلمه الإخوة المصريون من حركة فتح في منتصف الأسبوع (الماضي)".
ووصف موقف "فتح" من الحوارات بأنه "مخيب للآمال" و"سلبي"، مضيفا أن "فتح مصرة على موقفها الذي لم يتغير".
وأكد الحية مضي أبناء شعبنا في مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، معربا عن أمله من "الإخوة المصريين أن يجدوا البدائل والطرق التي يلزموا فيها حركة فتح للاستجابة لمتطلبات وحدة الشعب الفلسطيني".
وشدد على استمرار المسيرات السلمية حتى تحقيق أهدافها، مبديا ثقته بأن الحصار سيصبح يوما من الأيام "خلف ظهورنا".
وعما إذا كان موقف السلطة وحركة "فتح" معرقلا لمساعي رفع الحصار عن غزة، أجاب الحية: "صحيح"، مبينا أن هذا الموقف هو أحد أسباب عرقلة هذه الجهود، لأن الجهود الأممية والمصرية كانت تتكئ إلى حد ما في موضوع إنهاء الحصار على أن تكون السلطة جزءًا من عملية إنهاء الحصار، ولكن تعنت السلطة ورئيسها محمود عباس ببقاء عقوباته "الظالمة والانتقامية" على غزة، جعل الأطراف على الأقل "يتلكؤون" في هذا الموضوع.
وتابع: "لكن ما نسمعه أنهم سيجدون بدائل"، مطالبا عباس بالاستجابة "لنداء الضمير والعقل والدين والوطن بأن يكف عن هذه الإجراءات الانتقامية من الشعب الفلسطيني في غزة".
ودعا الحية، عباس إلى أن يتجه لوحدة الشعب الفلسطيني، مستدركا: "لن نبقى ننتظر حتى يستيقظ ضمير النائمين أو ضمير المحاصِرين، نحن مستمرون والمسيرات مستمرة وسنضغط على الاحتلال وعلى غير الاحتلال حتى نحقق مرادنا".
وأشار القيادي في حماس إلى أن السلطة و"فتح" يطلقون مزاعم لإثارة الغبار والضجيج حول حقيقة موقفهم "وهم يريدون أن يبقى الحصار على غزة".
وعن فحوى المباحثات التي تدور في القاهرة، قال الحية: إن الحديث لا يدور عن توقيع هدن جديدة ولا غير ذلك، بل عن تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بالرعاية المصرية مع الاحتلال سنة 2014، وهذا الأمر تم تثبيته قبل ثلاثة أسابيع بالرعاية المصرية والأممية بعد العدوان الذي أدى لاستشهاد مقاومين شمال قطاع غزة الشهر الماضي، وردت الفصائل ثم تمت العودة إلى تثبيت وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الحديث الآن يدور عن بعض أدوات مسيرات العودة فيما يتعلق بالبالونات أو غير ذلك، قائلا: "إذا كان ثمن وقف البالونات أو تخفيف البالونات يجلب كسر الحصار وإنهاءه فلا مانع من ذلك".
وأبدى تعجبه من موقف مسؤولي "فتح" الذين يحاولون إغراق الإعلام بمزاعم وأشياء غير صحيحة ومكذوبة، وهي تجافي الحقيقة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس: على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وعلى الاحتلال الذي يحاصر الشعب الفلسطيني أن يدرك "أننا لن ننتظر طويلا أمام هذا الحصار المتواصل، وعلى الأطراف أن تلتقط هذه الرسالة".
ووجه خطابه للشعب الفلسطيني: "استمروا على جهادكم ونضالكم فبمثلكم يكتب التاريخ وترتجى البركات وتتنزل الرحمات وتتحقق أماني الثورات وتحترم المقدسات وتعود الأرض حرة ويعود اللاجئون"، متممًا: "الذي يصيبنا هو ضريبة لما نخوضه من مواقف وطنية نحملها. هذه الضريبة سنجني ثمارها يوما من الأيام عزةً وكرامة".
وخلال الشهر الماضي، انتهت جولة مشاورات بين الفصائل والمخابرات المصرية حول المصالحة الوطنية وتثبيت وقف إطلاق النار، وكان من المقرر استئنافها بعد عيد الأضحى، لكن لم تحدد مواعيد بعد.
وتفرض السلطة منذ مارس/ آذار 2017 إجراءات عقابية وصفها رئيسها محمود عباس بأنها "غير مسبوقة" على قطاع غزة، شملت الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية، وتأخير صرفها، كما مسّت مجالات حيوية كالصحة والكهرباء والوقود، وغيرها.