قائمة الموقع

​مسعفون يروون لـ"فلسطين" مواقف صعبة واجهتهم خلال عملهم الإنساني

2018-08-26T12:47:10+03:00
صورة أرشيفية

لم يتردد المسعف طاهر الوادية الذي يعمل ضابط إسعاف في وزارة الصحة؛ في الدخول عبر فتحة من السياج الفاصل شرق غزة بجوار معبر "كارني"، لإخراج شاب مصاب برصاص الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة بعد أن سلك الطريق الخطأ بعد إصابته.

السابعة والنصف مساءً كان المشاركون يغادرون المسيرات، في تلك اللحظة لم يكن أحد غير المسعف الوادية بجوار معبر كارني، ويقول لصحيفة "فلسطين": "قمت بالتقدم داخل الحدود مع الاحتلال، وكنت أحمل الشيالة وكنت الوحيد من الطاقم الطبي المتواجد هناك، فوضعت المصاب على الشيالة وسحبته وأخرجته من المكان".

في ذلك الموقف تعرض الوادية لسيل من الألفاظ غير الأخلاقية من جنود الاحتلال، وبعضهم هدده بالقتل, "لم ألتفت لشيء إلا إسعاف ذلك المصاب أمامي لأن واجبي يدفعني لإسعافه وتقديم الخدمات الطبية له حتى لو كلفني ذلك حياتي".

وأثناء نقله لمصاب تفاجأ الوادية بتوقف نبض القلب وعدم التنفس للمصاب، وعن تلك اللحظة يقول: "قمت بعمل إنعاش القلب، وعاد النبض وشعرت حينها أنني أنجزت".

لكن الشيء المختلف الذي واجه الوادية عن المواقف السابقة، أثناء وجوده هو وأحد زملائه في الميدان شرق غزة يحاولون اسعاف المصابين، فتعرض زميلهلإصابة برصاص الاحتلال، قائلاً: "اعتمدت على نفسي ولم استطع الاعتماد على الجمهور، وأوصلته للمشفى وأوقفت النزيف، وكان الموقف صعبًا علي لأن وجودنا كمسعفين في الميدان مهم ومن دوننا لا يمكن تقديم خدمة طبية بشكل متكامل".

طفل بحالة خطرة

يتذكر مدير النقطة الطبية في مدينة غزة د. خليل صيام ذلك الفتى الذي وصل النقطة وكانت حالته خطيرة، بعد قنصه من قبل قوات الاحتلال بمنطقة البطن ويوجد نزيف حاد جدًا، ويقول لصحيفة "فلسطين": "عندما وصلت الإصابة كان الفتى على قيد الحياة، لكن كانت إصابته خطيرة حيث دخل العيار الناري من جهة الخاصرة وخرج من الجهة المقابلة وتسبب في قطع شريان وفقدَ كثيرا من الدم".

بدأت الطواقم تتعامل مع ذلك الفتى، يذكر ذلك المشهد: "كان يقول لي أمي تحبني وكانت تدعو لي، فطمأنته وقلت له لا تخف، وأغمي عليه أكثر من مرة، وبدأت بتقديم الإسعافات له وأعدنا له وعيه بعد إعطائه المحاليل وكانت سريعة في تعويضه الكثير من الدم الذي فقده وهو الآن حي يرزق".

ويبين صيام أن النقطة الطبية شرق غزة استقبلت 1700 إصابة متنوعة، مشددًا على أن موضوع استهداف الطواقم الطبية هو من جملة جرائم الحرب التي تسجل على قوات الاحتلال وجيشه، التي يرتكبها مع ضرورة مطالبنا بتوفير الحماية الدولية للطواقم الطبية المعترف بها عالميًا، حيث إن كل القوانين الدولية أقرت بها.

مسعف على "الشيالة"

على السرير الطبي شرق مدينة غزة كان يجلس المسعف محمد حبوش، ليس لتقديم الاسعافات إلى جريح، بل لتلقي جرعات من الأكسجين بعد تعرضه لاستنشاق غاز كثيف ألقته قوات الاحتلال على المتظاهرين، مما أفقده الوعي ونقل بواسطة سيارة الاسعاف إلى النقطة الطبية.

لم تحم الكمامة الواقية من الغاز المسعف حبوش فيقول لصحيفة "فلسطين" وعيونه تبرق بالدموع التي سببتها قنابل الغاز: "لقد أصبت بغاز أثر على الدماغ والأعصاب، وأغمي علي ووجدت نفسي على أسرة النقطة الطبية".

حبوش المسعف المتطوع بفريق "البراءة الفلسطيني – الجزائري الطبي" واجه الكثير من المواقف خلال عمله في إسعاف المصابين، ينتقي أحدها خلال إسعافه للمصابين شرق غزة، تعرض أحد الشباب لإصابة بالبطن وكانت حالته خطيرة.

ويكمل الحديث عن هذا الموقف: "قصد الاحتلال إطلاق رصاص متفجر بجانب المسعفين حتى يعودوا للخلف، لكن استمررنا بالتقدم لنقل الإصابة رغم تطاير الشظايا علينا واصابة بعضنا ونقل الإصابة للإسعافات".

ويقول "إن الاحتلال كان يستهدف إطلاق قنابل الغاز والنار على المسعفين، ومع ذلك استمررنا في أداء عملنا وتقديم الخدمات والاسعافات للمصابين، لأن دافعنا من ذلك هو تقديم واجبنا لأبناء شعبنا".

لم ينس حبوش تلك الفتاة التي تقدمت نحو السلك واصيبت باستنشاق غاز، ورغم تحذيرات الاحتلال له إلا أنه تقدم واستطاع نقل الفتاة لسيارة الاسعاف، مستحضرا موقفا آخر مشابها لشاب أصيب بقدمه على بعد أمتار من السلك الفاصل شرق غزة، وقام الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز على المصاب مما أدى لمضاعفة إصابته "استطعت التقدم ونقلها رغم تهديدي بالقتل ونقلها لبر الأمان" يقول.

اخبار ذات صلة