لا يتوقف الاحتلال عن ملاحقة المقدسيين في كل المناسبات والمحطات، ويعاني المواطن المقدسي إجراءات عنصرية حتى في فترات الهدوء وعدم وجود مواجهات ميدانية.
عيد الأضحى المبارك لم يكن مناسبة سعيدة تجعل المواطن المقدسي يسلم من إجراءات شرطة الاحتلال وسياسة التضييق على المقدسيين أينما توجدوا في مدينتهم المحتلة.
وقال الناشط المقدسي ناصر الهدمي: "الاحتلال يتفنن في عذابات المقدسيين الذين يعيشون تحت أعتى احتلال عنصري في العالم، وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المشؤوم لم يعد هناك حدود في التعامل مع المقدسيين، ففي فترة العيد انتشرت الحواجز العسكرية في المفترقات وعند مداخل الحياء المقدسية للتنغيص على المقدسيين وإعاقة تحركهم خلال مناسبة العيد وتحرير المخالفات المرورية الباهظة والانتظار أمام الحواجز الداخلية بحجة التفتيش، وتعرض المواطنين إلى استفزازات لفظية من قبل أفراد الشرطة".
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "نحن في القدس المحتلة لا نشعر ببهجة العيد أو غيرها من المناسبات فشرطة الاحتلال لديها أجندات معدة سابقًا للتعامل مع المناسبات والأعياد، فهي تتعامل معنا كأننا من الأقليات ولسنا أصحاب أرض ووطن، وحتى عند التحقيق معنا يتم نقلنا إلى مركز تحقيق المسكوبية في غرف رقم 4، وهي مخصصة للأقليات وليس للمواطنين".
أما المواطن المقدسي أحمد أبو اسنينة من حارة السعدية قرب باب حطة، قال: "لم تتوقف شرطة الاحتلال عن ملاحقة الشبان داخل أزقة البلدة القديمة فترة العيد والتفتيش المذل لهم وإيقافهم على الجدار وإخضاعهم لتفتيش ميداني بحثًا عن مواد ممنوعة، بهدف التنغيص وسرقة بهجة العيد، إلا أننا كمقدسيين لا نكترث لمثل هذه الاستفزازات والإجراءات ونمارس حياتنا رغمًا عن ضباط وأفراد شرطة الاحتلال".
الحارس حسام مرمش في المسجد الأقصى يتحدث عن استفزازات شرطة الاحتلال قائلًا: "نحن كحراس نشاهد استفزازات الشرطة الإسرائيلية للشبان المقدسيين على أبواب المسجد الأقصى في أثناء فترة العيد، وتكون مقصودة وضمن عملهم، فكل شاب يتم إيقافه وهو داخل المسجد الأقصى عند صلاة العيد، ويتم تسجيل رقم البطاقة وتصويره، وفي الليل تكون الملاحقة الأمنية من قبل ضباط المخابرات وسؤاله عن سبب تواجده في المسجد الأقصى والبعض منهم يتم اعتقاله، وفي أزقة البلدة القديمة والأحياء المقدسية الأخرى يكون نشاط شرطة الاحتلال مكثفًا حتى لا يشعر المقدسي ببهجة العيد، ويفكر بالرحيل عن البلدة القديمة إلى خارجها وكذلك الخروج من الأحياء المقدسية الى خارج القدس في المناطق المحيطة".
بدوره، قال الخبير المقدسيد.جمال عمرو، إن الاحتلال منزعج من نسبة المقدسيين من مجموع سكان المدينة المحتلة، فنسبتهم حسب آخر إحصاء 37% وهذا يشكل لسلطة الاحتلال كابوسًا ديمغرافيًا، وبالتالي التنغيص والملاحقة والتضييق وسائل طرد صامتة يتم العمل بها دون أي ضجيج".
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "المعاملة العنصرية واضحة في القدس المحتلة بين المقدسيين والمستوطنين حتى في طريقة تنظيف الشوارع، فإذا كان الحي يقطنه مستوطنون تكون الخدمات كاملة مكتملة بينما إذا كانت أحياء عربية يكون مظهرها مقرفًا مع أن المقدسي يدفع ما عليه من ضرائب وغرامات تفرض عليه بشكل تعسفي".