قال رئيس المكتب السياسي لحركة المجاهدين الفلسطينية، نائل أبو عودة، إن جولة أخرى من المباحثات في العاصمة المصرية، القاهرة، ستُجرى بعد عيد الأضحى الذي يوافق الثلاثاء المقبل، بشأن كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، واصفا في الوقت نفسه موقف السلطة وحركة فتح بأنه "سلبي".
وأضاف أبو عودة، المتواجد حاليا في القاهرة ضمن الوفود التي غادرت القطاع لإجراء مباحثات بهذا الشأن، لصحيفة "فلسطين"، أن ما جرى أمس هو استكمال للمشاورات حول المطالب التي تم رفعها، والتهدئة مقابل التهدئة مع الاحتلال.
وأوضح أن هناك مطالب بكسر الحصار ومعالجة مسألة رواتب الموظفين، كما تم طرح مسألة الميناء والمطار، وهناك جولة أخرى ستتم استكمالا لهذا الملف، وتتويجه باتفاق؛ إذا تمت الاستجابة للمطالب الفلسطينية والتوصل إلى تفاهمات، عبر الوسيط المصري.
وأفاد أبو عودة، بأن كيان الاحتلال مأزوم، وأن مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية أيضًا أزّمته، كما أن معادلة القصف بالقصف التي رسختها المقاومة لها مدلولاتها وأثرت على الاحتلال.
وشدد على عدم تقديم أي تنازلات سياسية، وضرورة تخفيف معاناة شعبنا في قطاع غزة، وضمان حرية الأفراد في الحركة والتنقل والسفر، وتوفير الكهرباء ورواتب الموظفين، وحرية عمل الصيادين.
وتابع أبو عودة: "كل هذه الأمور تم طرحها، هناك قبول من الاحتلال (...) إذا حدث بعد العيد في الجولة الأخرى نوع من اتفاق أو تفاهمات فالضامن (لإلزام الاحتلال) أيضًا سلاح المقاومة".
وبيّن أنه تمت بلورة مطالب مشتركة تهتم بمصلحة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن المشاورات تناولت ملفين أساسيين هما التهدئة والمصالحة.
وأكمل: "اعتبرنا التهدئة مدخلا أيضًا للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا، ثم التوجه لإعادة اللحمة من جديد وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني"، مردفا بأن الجانب المصري يبذل "جهودا كبيرة" في اللقاءات للوصول إلى تفاهمات.
ووصف موقف السلطة وحركة "فتح" بأنه "سلبي" بدءا من فرض الإجراءات العقابية على قطاع غزة.
وقال أبو عودة، إن فتح والسلطة طلبتا أن يترأس الوفود التي تجري الحوار، عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، لكن "نحن رفضنا هذا رفضا قاطعا"، لافتا إلى أن لدى الأحمد ورئيس السلطة محمود عباس "نهج التفرد والإقصاء السياسي".
ودلل على ذلك بعقد المجلس الوطني الانفصالي في رام الله نهاية أبريل/ نيسان الماضي، وأيضًا المجلس المركزي الانفصالي الأربعاء الماضي، وسط مقاطعة من حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركة المبادرة الوطنية، وغيرها.
وطالب أبو عودة، "بشبكة أمان حقيقية لترتيب البيت الفلسطيني" بعيدا عن الإقصاء والتفرد بالقرار السياسي اللذين تمارسهما السلطة.
وأشار إلى أن تيارا في حركة "فتح" نفسها لا يؤمن بسياسة عباس، قاصدا التيار الإصلاحي الذي يقوده القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.
وتمم: "الباب واسع ومشرع في استيعاب الجميع نحو شراكة ولُحمة حقيقيتين بعيدا عن التفرد والإقصاء السياسي"، مشددا على أن من يفرض عقوبات على قطاع غزة من غير المقبول أن يترأس أي حوار لتخفيف معاناة أهل القطاع.
وتفرض السلطة منذ مارس/آذار 2017 إجراءات وصفها عباس بأنها "غير مسبوقة" على قطاع غزة، شملت الخصم من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية وتأخيرها، كما مست مجالات حيوية كالصحة والكهرباء والوقود، وغيرها.