يواجه حائط البراق سلسلة من الجرائم العنصرية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، في إطار محاولاته لبسط سيطرته المُطلقة عليه.
وحائط البراق جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى، يجاوره مباشرة باب المغاربة، ويبلغ طوله 50 مترًا وارتفاعه نحو 20 مترًا، حيث يتخذ الاحتلال جُملة من الإجراءات ضمن محاولاته لهدم الأقصى وبناء ما يسمى "الهيكل" على أنقاضه.
يقول مدير مركز القدس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في القدس زياد الحموري: "إن حائط البراق يشن عليه هجمة شرسة الاحتلال الإسرائيلي، تحديدًا منذ 1967م عندما أكمل استيلاءه على المدينة".
ويبين الحموري لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال لا يزال مستمرًّا في انتهاكاته بعد عدوان 1967م، بل توسعت جرائمه أكثر، مشيرًا إلى أنه أنشأ مزيدًا من المباني الاستيطانية بالقرب من الحائط فضلًا عن الحفريات أسفله.
ويرجّح أن هناك خطة بدأت تتكشف معالمها أخيرًا فيما يتعلق بوضع اللمسات الأخيرة لبناء ما يسمى "الهيكل" أسفل حائط البراق، مُستدلًّا على ذلك بسقوط صخرة من الحائط.
يضيف: "إن الاحتلال يحاول تهويد الحائط بممارساته العنصرية، رغم وجود القرارات التي تثبت إسلاميته، وآخرها إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)".
ويتفق مع ذلك منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد في القدس المحتلة خضر الدبس، إذ يستعرض جُملة من الجرائم بحق حائط البراق، لاسيما خلال ثورة "البراق" التي نفذ الاحتلال البريطاني إبانها جريمة الإعدام الشهيرة لمحمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.
ويذكر الدبس لصحيفة "فلسطين" أن الأحداث توالت عقب تهجير الاحتلال حارة المغاربة ونقل سكانها إلى مخيم شعفاط، وهدم كل الأحياء المجاورة للحائط، وإجراء "تطهير عرقي" استهدف المقدسيين هناك، مشيرًا إلى إقرار العديد من "القوانين" الرامية إلى تهويد الحائط.
ويلفت إلى أن الاحتلال مستمر في جرائمه بحق الحائط، بإغلاق باب المغاربة في وجه المصلين، وفتحه أمام المستوطنين لأداء طقوس مزعومة، عادًّا مزاعم الاحتلال "خرافات ابتدعها الحاخامات لتهويد الحائط والقدس المحتلة.
"استغلال الصمت الدولي"
ومع استمرار الهجمة على الحائط والقدس المحتلة يرى الدبس أن الهدف من هذه الإجراءات هو التطهير العرقي، وتهويد مدينة القدس ومعالمها.
ويبين أن الاحتلال يستغل الصمت العربي والدولي، وعدم معاقبة أي جهة له على جرائمه، لتهويد القدس وحائط البراق، لما له من أهمية كبيرة عند المسلمين كافة، عادًّا ذلك "جرائم حرب".
وبحسب قوله إن جرائم الاحتلال بحق الحائط اشتدت عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة "عاصمة" لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، "وهو ما فتح شهية الاحتلال على تنفيذ مخططاته".
ويطالب الدبس العالم بالضغط على الاحتلال للتراجع عن إجراءاته بحق حائط البراق، وفرض العقوبات عليه، مؤكدًا أن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم.
ولم يستبعد أن تكون جرائم الاحتلال بحق الحائط جزءًا من "صفقة القرن" التي يسعى هو الولايات المتحدة إلى تسويقها للعالم.
وبالعودة إلى الحموري مدير "مركز القدس" يقول: "لدى الاحتلال أهداف بعيدة فيما يتعلق بالحائط ويحاول تثبيتها خطوة خطوة، بتنفيذ مشاريعه ومخططاته التهويدية، ومواصلة البناء أسفل الحائط".
ويحذر من ترويج الاحتلال لبناء "الهيكل" المزعوم وهدم حائط البراق، منبهًا إلى أن ذلك يستدعي تدخلًا فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا.
ويذكر أن السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال ديفيد فريدمان تسلّم ما سمي "مجسم الهيكل" من الاحتلال، "وهذا يدل على وجود دعم أمريكي لمخططاته"، حسب تأكيده.
ويطالب الحموري بالتحرك على كل المستويات لحماية الأقصى والقدس، وحائط البراق، من الهجمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بغطاء أمريكي.