على مقعد خشبيّ داخل مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، يجلس الثمانيني شفيق اكتيع، ممسكًا بيده عكازًا يتكئ عليه وبيده الأخرى صورة لنجله "بسام" الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة وعشر سنوات، أي ما يعادل 109 سنوات أمضى منها (12 عامًا) داخل سجون الاحتلال.
واعتقلت سلطات الاحتلال بسام اكتيع في 4 تموز/ يوليو 2006 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة خطف وقتل المستوطن "الياهو أشيري" ويقبع حاليًا في سجن "ريمون".
ولا تسمح سلطات الاحتلال لعائلة الأسير كتيع كغيره من أهالي الأسرى بزيارته إلا مرة واحدة كل شهرين، ما يخالف نصوص القانون الدولي التي تجيز زيارة المعتقل مرة كل 15 يومًا.
أحكام مرتفعة
ولا يتوانى المسن اكتيع عن الحضور والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى المقام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، في محاولة منه لتذكير العالم بالأسرى الفلسطينيين والعمل على تحريرهم.
ولا يتمنى اكتيع، الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، ويقطن في حي الشعف شرقي مدينة غزة، سوى أن يمن الله عز وجل عليه باحتضان نجله "بسام" خارج أسوار السجن، ليحقق أمنية والدته التي تمنت احتضان نجلها خارج أسوار السجن قبل أن تفارق الحياة.
ويدعو الثمانيني، كل القوى والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس لعقد صفقة تبادل أسرى مشرفة تنهى من خلالها معاناة الأسرى خاصة أصحاب المحكوميات المرتفعة "لأنهم أفنوا زهرات شبابهم داخل السجون الإسرائيلية".
وتحرم سلطات الاحتلال أشقاء الأسير اكتيع من زيارته والاطمئنان عليه، لذا يحرص المسن "شفيق" على زيارة نجله والاطمئنان عليه رغم تقدمه في السن.
وللأسير "بسام" ثلاثة من الأولاد وبنتين، يقمن مع زوجته في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أكبرهم يبلغ من العمر (23 عامًا) فيما يبلغ أصغرهم (14 عامًا)، ولا يستطيعون رؤية والدهم بسبب منعهم من قبل سلطات الاحتلال، كما وتمنعهم من دخول قطاع غزة، للالتقاء بعائلة والدهم.
"منع أمني"
وعلى مقربة من اكتيع، يجلس إبراهيم ماضي والد الأسير حسني ماضي، الذي اعتقل في 16أيار/ مايو 2016م في أثناء عمله في مهنة الصيد ببحر غزة، ويقضى حكمًا بالسجن خمسة أعوام، ويقبع حاليًا في سجن "ريمون".
ويؤكد السبعيني ماضي، لصحيفة "فلسطين" أن إدارة سجون الاحتلال تمارس جرائم متعددة ومستمرة بحق الأسرى القابعين خلف السجون، متمنيًا أن يتم تحرير كل الأسرى.
ويشير إلى آن آخر زيارة له كانت في شهر أكتوبر الماضي، وبعدها رفضت سلطات الاحتلال السماح له بزيارة ابنه، داعيًا السلطة في رام الله وكل المعنيين بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف سياسة المنع من الزيارة.
ويدعو ماضي، كل المنظمات والمؤسسات المعنية والصليب الأحمر بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف تغولها على الأسرى والعمل من أجل الإفراج عنهم وعدم تركهم لقمة سائغة بين أنياب الاحتلال.
كما وتحرم سلطات الاحتلال حسين أبو ناموس، منذ نحو عامين من زيارة نجله "محمد" المعتقل في سجن "نفحة" بحجة المنع الأمني وتقتصر الزيارة على والدته.
والأسير محمد حسين أبو ناموس (35 عامًا) من مخيم جباليا شمال القطاع المحكوم بالسجن (16 عامًا) ومعتقل منذ عام 2004، وأمضى (14 عامًا) في سجون الاحتلال.
وطالب أبو ناموس، كل المؤسسات الإنسانية بالتدخل لإنهاء معاناة الأسرى وإدخال المستلزمات الضرورية للأسرى ووقف المنع من الزيارة ووقف الاعتداء عليهم وتفتيش غرفهم، داعيًا لنقل ملفهم إلى كل المحافل الدولية.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 6 آلاف أسير فلسطيني بينهم 450 معتقلًا إداريًا تمارس بحقهم جرائم مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية.