فلسطين أون لاين

​عند اختيار التخصص الجامعي ..الأب يوجّه ويرشد ولا يجبر

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

بعد إعلان نتائج الثانوية العامة بدأ كل طالب في التفكير وتجهيز نفسه لاختيار التخصص الجامعي الذي يطمح في دخوله ودراسته، حيث يحاول الطالب في هذه المرحلة اختيار التخصص الذي يرغب به ويرى فيه مستقبله كاملاً.

إلا أن بعض الطلبة قد يصدمون برفض الأهل الذين يحاولون إجبارهم على دخول تخصصات معينة مرتبطة بأهواء الأهل وأحلام لم يستطيعوا تحقيقها في الماضي ويرغبون من أبنائهم تحقيقها لهم.

فهل يحق للأهل إجبار أبنائهم على دخول تخصصات معينة لا يرغبون بها؟ وهل إذا خضع الطالب لرغبات أهله يمكن أن يبدع في هذا التخصص كما لو كان اختار التخصص الذي هو مهتم به في الأساس.

أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي أوضح أن الإسلام يرى أن لكل إنسان طاقاته وإمكانياته المختلفة وأن كل إنسان خلق لوظيفة خاصة له في الحياة وقد تكون الوظيفة متميزة عن غيرها من الوظائف الأخرى وأن يكون الانسان متميزًا عن غيره من الآخرين.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "المجتمع يحتاج لمجموعة كبيرة من القدرات والإمكانيات والمواهب التي يستحيل أن تتوفر في شخص واحد ومن أجل ذلك خلق الله الناس متمايزين في أفكارهم ومواهبهم وقدراتهم الذهنية والعقلية حتى يتوفر الناس الذين يستطيعون القيام بكل حاجات المجتمع المختلفة".

وأضاف السوسي: إن "كل كائن بشري له الإمكانيات والقدرات الخاصة سواء العقلية أو الجسميةوبناء على ذلك فإن التخصص الجامعي هو حجر الزاوية في سلوك الإنسان نحو وظيفته التي سيؤديها في المجتمع، ومن أجل ذلك حتى يكون السلوك صحيحاً لا بد من أن يتم توجيه الطالب توجيهاً صحيحاً ينسجم مع رغباته وإمكاناته وقدراته".

وأشار إلى أن بعض الآباء يحثون أولادهم على دراسة نفس تخصصهم كي يرثوا المهنة عنهم، وتتزايد هذه الحالات في الأوساط المهنية التي يكون فيها الآباء قد أنشؤوا أعمالا ناجحة يريدون لها أن تستمر على يد الأبناء.

وأردف السوسي: إن "هذا الضغط يأتي دون أن يأخذوا في اعتبارهم رغبات أولادهم وميولهم، وهذا التدخل يؤدي الى افساد حياتهم كلها والتسبب في تعاستهم، وأحيانا إلى فشلهم في الحصول على الشهادة الجامعية لأنهم لم يتمكنوا من مواصلة دراسة ما لا يحبونه".

وأكد على ضرورة توجيه الآباء للأبناء أن يتناسوا رغباتهم وما كانوا يحلمون في تحقيقه ويتناسوا مكانتهم الاجتماعية أو تكرار أنفسهم، فالمعيار في الأمر هو رغبة الطالب وما يحبه وكيف يتخيل الطالب مستقبله؟ وأين يجد نفسه في أي المساقات والتخصصات يرغب في دخولها؟

وشدد السوسي على أن للأهل دورًا مهمًا وكبيرًا من خلال توجيه الطالب وإرشاده وتقديم النصح له لاختيار التخصصات التي يبدع فيها والتي يمكن أن يقدم فيها كل قدراته وإمكانياته، لافتاً إلى أن المرحلة الجامعية مرحلة جديدة على الطالب وعلى الأهل أن يكون لهم دور مهم وبنّاء في دعم الطالب لتحقيق ذاته بناء على اختياراته.

ولفت إلى أن على الآباء أن يتدخلوا في حياة أبنائهم بتوضيح مزايا وعيوب كل تخصص ويترك للابن في النهاية الاختيار في تحديد مصيره، خصوصا أن تدخل الآباء في بعض الأحيان قد يقتل روح الابداع والانجاز في أبنائهم.