فلسطين أون لاين

​في الحج.. تسوّق بأخلاق والتزام

...
غزة - نسمة حمتو

المتأمّل في آيات الحج يرى أنه لا مانع ولا ضير أن يبتغي الناس عرضاً من الدنيا كما قال تعالى: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات"، فقد جاء الإسلام بالتعاليم والآداب التي تستوعب الحياة كلها ومنها البيع والشراء قضاءً للحاجة من المأكل والمشرب والتكسب للتغلب على مصاعب الحياة، وقد ذكر السوق في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: "وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق".

جملة من الآداب

يقول الداعية مصطفى أبو توهة: "وقد جاء ذكر السوق في الحديث الشريف: "أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق""، موضحًا أن هذه البغضة ليست للمكان ذاته لما يكون في الأسواق من جدالٍ وغشٍ وحلفٍ بالكذب وغير ذلك كثير ولكن الضرورة اقتضت تلك الأماكن.

وأضاف أبو توهة لـ "فلسطين": "وحتى لا يتورط المسلم في خبائثها وجب عليه جملة من الآداب"، منها – وفق قوله - عدم الذهاب إلا لضرورةٍ وليس من أجل الفرجة وانشغالٍ عن العبادة، وتلاوةُ الدعاء الذي علمنا إياه رسولنا الكريم: "من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتبت له ألف ألف حسنة وحطت عنه ألف ألف سيئة".

تفشي السلام

وتابع قوله: "إفشاء السلام وهذا دأب الصالحين، فعبد الله ابن عمر رضي الله عنهما حين كان يتقصد دخول السوق لرد السلام وإفشائه بين الناس تمشياً مع قول النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل أي الإسلام خير قال: "تطعم الطعام وتفشي السلام على من عرفت ومن لم تعرف، السماحة في البيع والشراء، كما قال عليه الصلاة والسلام: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى".

وقال أبو توهة: "ومنها كذلك التحلي بالأخلاق والآداب عملاً بوصية النبي الكريم: "إياكم وهيشات الأسواق"، ويعني فيها النزاعات والخصومات واللغط وارتفاع الأصوات في الأسواق""، مبينًا ضرورة التزام الدقة والأمانة في المعاملة سواء من البائع أو المشتري، فلا غِش عند البائع ولا طمع عند المشتري إنما هي المصارحةُ والمكاشفةُ.

غض البصر

وتابع قوله: "غضُ البصر للرجال والنساء، ومراعاة الحكمةِ في ملابس المتسوقين وعدم التبرج والتزين عند النزول إلى الأسواق".

واختتم أبو توهة قوله بما رواه الإمام مسلم عن سلمان الفارسي قال: "لَا تَكُونَنَّ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ".