لا يزال الغموض يلفّ مصير الضابط الإسرائيلي هدار جولدن، منذ أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وقوعه في أسر المقاومة في الأول من أغسطس/ آب 2014، وذلك في الوقت الذي أعلنت به كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فقدان الاتصال بمجموعة المقاومين الذين تصدوا لقوة إسرائيلية توغلت شرق مدينة رفح جنوب القطاع وكان من ضمنها الضابط جولدن.
وفي اليوم الـ26 من العدوان الإسرائيلي صيف 2014 على مدار 51 يوما، توغلت قوة عسكرية خاصة بعمق يزيد عن كيلومترين شرق رفح، فتصدى لها مقاومو القسام واشتبكوا معها وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى، وقد ادعى الاحتلال فقده لأحد جنوده في العملية فيما أكدت القسام أنه لا علم لها بالأمر.
وفي وقت لاحق، كشفت القسام خلال الفيلم الاستقصائي "رفح.. الاتصال مفقود" الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية قبل عامين في ذكرى فقدان الضابط جولدن، أن الاشتباك وقع قبل 25 دقيقة من بدء سريان التهدئة في ذلك اليوم، وأن الاتصال ما زال مفقودا مع "المجاهدين الذين نفذوا العملية".
وخلص الفيلم إلى أن السيناريو الأقرب لتلك اللحظات السابقة للقصف يشير إلى وقوع اشتباك استشهد على إثره القائد الميداني في كتائب القسام وليد توفيق مسعود وقُتل اثنان من جنود الاحتلال.
وكان الشهيد مسعود يرتدى زيا عسكريا مشابها للذي يرتديه جنود الاحتلال، فظن الاحتلال أنه أحد جنوده ليكتشف بعد ساعتين أن ثمة جندياً مفقوداً، ليبدأ القصف الجوي والمدفعي العنيف لرفح، بعد تفعيل نظام "هنيبعل"، القاضي بتفعيل كامل قدرات الجيش العسكرية وبشتى أنواع الأسلحة في محاولة لقتل الجندي مع خاطفيه بالإضافة للانتقام من البيئة الحاضنة لعمليات الخطف.
وفي العام الماضي 2017، قالت كتائب القسام: إن الغموض ما زال يلف قضية فقدان الضابط الإسرائيلي هدار جولدن.
وأوضحت الكتائب في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، أنه "منذ اللحظة التي نفذ فيها مجاهدوها كمين (أبو الروس) شرق رفح في معركة العصف المأكول الذي فقد فيه الضابط هدار جولدن ما زالت تفاصيله غامضة".
وأكدت الكتائب أن أي معلومة عن الجنود الأسرى في غزة لن يحلم بها الاحتلال حتى يرضخ للمقاومة ويدفع أثماناً مقابلها، متعهدة بأنها سترسم بما في يديها فجر الحرية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وفي فبراير/شباط الماضي، هاجمت عائلة الضابط هدار جولدن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة قادة حكومة الاحتلال بالتخلي عن ابنها الأسير لدى "كتائب القسام".
وقالت والدة جولدن، في رسالة بعثتها لنتنياهو ولوزير الجيش أفيغدور ليبرمان وقائد الجيش غادي إيزنكوت ومسؤولين آخرين: "تخليتم عن الجنود بعدما أرسلتموهم لحماية البلاد من الصواريخ والأنفاق.. والآن تركتمونا ندفع الثمن من أجل عودتهم".
وكشفت القسام مطلع أبريل/ نيسان 2015 للمرة الأولى النقاب عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى، في حين أعلنت حكومة الاحتلال فقدان جثتي جنديين "شاؤول أرون"، و"هدار جولدن" قبل أن تعود وتصنفهما مفقودين. إضافة إلى جنديين يزعم الاحتلال أنهما مدنيان إسرائيليان أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير معلومة بعد.
وترفض حركة حماس بشكل متواصل تقديم أي معلومة حول الجنود الأسرى لدى كتائب القسام، كما تشترط للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن الأسرى المحررين كافة في صفقة وفاء الأحرار (الجندي جلعاد شاليط)، ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.
في المقابل، تظاهر عدد من أفراد عائلة جولدن ومستوطنين آخرين، أمس، أمام مقر الأمم المتحدة في القدس المحتلة.
وكرر هؤلاء، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مطالبهم بضرورة إعادة الضابط هدار.