فلسطين أون لاين

​خيبة أمل تصيب أهالي الأسرى عقب منعهم من الزيارة

...
غزة - نور الدين صالح

تفاجأت والدة الأسير رائد الحج أحمد، الذي يقبع في سجن "نفحة" الصحراوي، بمنعها من الزيارة المقررة لها، أمس، والتي كانت تنتظرها بفارغ الصبر، سيّما أنها ممنوعة من زيارته منذ أكثر من عامين.

حالة من الحزن والألم كانت تخيّم على وجه الحج أحمد، حينما تلقت "الخبر الصاعق" بالنسبة لها، بعدم السماح لها بزيارة فلذة كبدها المحكوم بالسجن 20 عاما، وأمضى منها 13.

وبصوت يملؤه الحزن والغصّة تحرق قلبها المكلوم توجه رسالة لنجلها "ما تزعل يا رائد لأنه تم منعي من زيارتك (..) دير بالك على حالك وإن شاء المولى الفرج قريب".

وترى في إجراء منع سلطات الاحتلال زيارة الأهالي "تعسفيا وحرمانا من رؤية فلذات أكبادنا"، وتُكمل "أنا اتعبت لأني ما زرته اليوم".

وتناشد الحج أحمد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل الضمائر الحية في العالم، بالوقوف إلى جانب أهالي الأسرى ورفع المعاناة عنهم وذويهم، والضغط على الاحتلال للسماح لهم بالزيارة.

الحج أحمد لم تكن الوحيدة التي تجرعت من كأس الحرمان من رؤية فلذة كبدها، فوالدة الأسير مجدي ياسين كانت تشاطرها، أثناء الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة أمس.

"أنا ممنوعة من الزيارة منذ أكثر من عامين"، بهذه الكلمات الممزوجة باللوعة على ألم الحرمان، افتتحت والدة الأسير ياسين حديثها مع مراسل "فلسطين".

ما يزيد غصّة الأم الحزينة، أن الاحتلال يسمح لوالده الذي يعاني من مرض القلب، بالزيارة، سيّما أنه لا يقدر على ذلك بسبب مرضه، لكّن الاحتلال يُصر على السماح له ورفضها هي، وفق حديثها.

وتصف زيارة الأهالي لذويهم بـ"المتنفس الوحيد للأسير الذي يُفرج به عن نفسه ألم الفراق"، وتضيف أن "الحرمان من الزيارة يزيد أوجاع العائلة وآلامها، خاصة أن نجلها مُصاب ويتحرك بواسطة كرسي متحرك".

وتعلّق والدة الأسير ياسين المحكوم عليه بالسجن 18 عاماً وأمضى منها 13 ويقبع في سجن "هداريم"، على حجج الاحتلال "الأسباب الفنية" بالقول: "هذه كلها حجج وذرائع عند اليهود، حتى يحطموا الأسرى وذويهم"، لكّنها تردد بقوة "سنبقى ثابتين وصامدين، لأن من طبائعهم الكذب والمكر".

وتروي أنه رغم ألم الإصابة إلا أن فلذة كبدها يُكمل حالياً دراسة الماجستير في السجن تحت إشراف الدكتور مروان البرغوثي، وتختم حديثها "إن شاء المولى ربنا يفك أسره ويجمعنا فيه عن قريب".

فيما تستنكر سهام حلس (50 عاما) والدة الأسير هيثم حلس، الذي يقبع في سجن "النقب" الصحراوي، سياسة الاحتلال في منع زيارة الأهالي لأبنائهم.

وتقول حلس الممنوعة من الزيارة منذ عامين "الزيارة بسمة أمل بين الأسير وأهله، رغم المرارة التي نتجرعها خلالها، خاصة أننا نراهم خلف القضبان".

وتعتبر سياسة المنع "إجراء تعسفيا ممنهجا من الاحتلال، لتعذيب الأسرى وأهاليهم (..) لكّننا سنبقى والأسرى صامدين".

وكانت سلطات الاحتلال أبلغت أول من أمس "الارتباط الفلسطيني" بإلغاء زيارة أسرى غزة المقررة الاثنين تحت ذريعة "أسباب فنية طارئة".

تنغيص متعمد

وأكد مدير الدائرة الاعلامية في مؤسسة مهجة القدس ياسر صالح، أن إدارة السجون ومخابرات الاحتلال تحاولان دائماً التنغيص على الأسرى وذويهم عبر سياسة منع الزيارات.

وقال صالح لصحيفة "فلسطين": إن "الأسير يتنفس الصعداء، ويشتم الحرية حينما يزوره ذووه، رغم قلة الوقت المسموح للزيارة، لذلك يسعى الاحتلال للتنغيص عليهم".

واستهجن استخدام هذه السياسة العقابية والتذرع بالأسباب الفنية الطارئة، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس المرة الأولى.

وتسمح سلطات الاحتلال لبعض أهالي أسرى القطاع بزيارة أبنائهم كل اثنين من كل أسبوع، ولا تُمكن أهل الأسير من زيارته إلا مرة واحدة كل شهرين.

وتواصل سلطات الاحتلال منذ 3 يوليو 2017 منع أهالي أسرى حركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة من زيارة أبنائهم للضغط على الحركة في ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب عز الدين القسام.