توقع مراقبان فلسطينيان، أن يؤدي تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها المقدمة للاجئين في قطاع غزة، إلى تصاعد زخم مسيرة "العودة وكسر الحصار"، المطالبة بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منهم قسرًا عام 1948.
وأوضح المراقبان في حديثين منفصلين مع صحيفة "فلسطين"، أن هذه التقليصات ستدفع بعشرات الآلاف من الطلبة والموظفين واللاجئين المتضررين للانضمام إلى المسيرة السلمية قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948.
وأنهت "أونروا"، الأربعاء الماضي، عمل نحو 1000 موظف من برامج الطوارئ لديها، وأرسلت كتبا رسمية تفيد بإنهاء خدمات هؤلاء الموظفين في قطاع غزة، فيما قال مدير عملياتها في قطاع غزة ماتياس شمالي، في وقت سابق، إن الوكالة قد لا تتمكن من افتتاح العام الدراسي في موعده المحدد؛ بسبب الأزمة المالية التي تمر بها.
وفي بيان سابق، قال اتحاد موظفي أونروا" في قطاع غزة إن الوكالة ألغت، الشهر الماضي، برنامج "الطوارئ" الذي يقدم المساعدات الغذائية لنحو 1.3 مليون لاجئ فلسطيني بغزة، فيما أوقفت منذ أكثر من 4 شهور عقود العمل المؤقتة الخاصة بعشرات المهندسين.
سياسة عامة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، أن تقليصات "أونروا" ستنعكس مباشرةً على مسيرة العودة، خاصة إذا لم يبدأ العام الدراسي الجديد، أو تم تأخيره، إذ من الممكن أن يتحول عشرات الآلاف من الطلبة للانضمام إلى مسيرة العودة التي تشهد زخما كبيرا في المشاركة.
وقال حبيب إن استمرار مسيرة العودة هو المجابهة الأهم لإجراءات تصفية الوكالة الأممية، لأنها تبعث رسائل إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني ما زال مصرا على هذا الاستحقاق في عودته، وسيظل هذا الحق مرفوعا إلى أن يعود الشعب إلى أرضه المحتلة.
ولفت إلى أن تقليصات "أونروا" تأتي في سياق تصفية وتفكيك الوكالة الأممية بصفتها الشاهد الدولي على مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسرا من مدنهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية.
وأضاف أن الإجراءات الأخيرة للوكالة جزء كبير منها يتعلق بسياسة عامة أكثر من سياسة شخصية لبعض المسؤولين، رغم أن الوكالة تحاول الإشارة إلى العجز المالي لديها، إلا أنها تخضع للاشتراطات الدولية والضغط الأمريكي.
وأشار حبيب إلى أن إجراءات الأونروا تتساوق مع الخطوات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى المدينة المحتلة، وقطع المساعدات الأمريكية عن الوكالة، والتي تأتي في إطار مؤامرة دولية على حق العودة.
قبول كبير
من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن إجراءات الوكالة ستعزز مسيرة العودة، التي ستجد لها قبولا أوسع على الأرض من الفلسطينيين، لا سيما بعد أن وصل الأمر إلى حد تنفيذ "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "إنه لا أحد يمكنه توقع التحول الذي يمكن أن تشكله إجراءات "أونروا" على مسيرة العودة، لكنها ستؤدي بكل الأحوال إلى زيادة الزخم بالمسيرات السلمية التي لا زالت في أوجها".
وأضاف أن مسيرة العودة ستكون ليس فقط باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، بل باتجاه الوكالة الأممية نفسها، لإجبارها على التوقف عن إجراءاتها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وتدلل إجراءات الوكالة، وفق المحلل الصواف، على نوايا الإدارة الأمريكية تجاه تصفية القضية الفلسطينية من خلال إنهاء عمل الوكالة وقطع المساعدات عنها، وهذا له تداعيات خطيرة، لأن الوكالة أُنشِئت لخدمة اللاجئين إلى حين عودتهم إلى ديارهم.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.