فلسطين أون لاين

​"خطة نتنياهو" المزعومة بشأن غزة.. "تسريبات" تستوجب الحذر

...
صورة أرشيفية
القاهرة-الناصرة-غزة/ نبيل سنونو:

خطة مزعومة تنسبها القناة العاشرة العبرية ووسائل إعلام أخرى لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تحت شعار ما سمتها "تسوية مدنية" مع قطاع غزة، لكن مراقبا مصريا يقول إنّ علينا ألّا ننتظر خيرا من نتنياهو، بينما يشير آخر إلى أنه من غير المعلوم بعد إن كانت هناك خطة أم لا.

ونقلت مصادر صحفية عبرية عن نتنياهو قوله خلال جلسات مغلقة، الليلة قبل الماضية، إنه سيعرض على أعضاء مجلس وزراء الاحتلال المصغر "كابينت"، مبادرة بهذا الخصوص، كما نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية نبأ مماثلا.

الحذر واجب

ويقول الصحفي المصري المتخصص في الشؤون الفلسطينية، أشرف أبو الهول: "هذه التسريبات تأتي من الإعلام الإسرائيلي فقط ولا يمكن التأكد منها لأنه كثيرا ما تم الحديث عن وجود خطط إسرائيلية ثم بعد ذلك نكتشف أنه لا يوجد شيء".

ويضيف أبو الهول لصحيفة "فلسطين"، أن نتنياهو شخص متشدد يدير حكومة فاشية "وبالتالي علينا ألّا ننتظر منه خيرا"، مردفا: "عندما نتحدث عن أي خطط أو أفكار يطرحها نتنياهو علينا أن نأخذها بحذر لأنه يريد أن يحصل على مقابل لأي شيء يقوم به، وإذا تحدث مثلا عن تسهيل الأوضاع الاقتصادية في غزة فالمؤكد أنه يريد مقابل ذلك وقف كافة أشكال المقاومة (...) علينا أن نكون حذرين وننتظر ما سيحدث".

ويذكر أبو الهول أن منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية نيكولاي ملادينوف "بذل مجهودات كبيرة خلال الوقت الماضي لوقف تدهور الأوضاع وزار غزة لمرات عدة خلال الأيام القليلة الماضية بالتالي هو يريد تثبيت التهدئة، ولكن نحن نعلم أن (إسرائيل) تشترط وقف الطائرات الورقية وكافة أعمال المقاومة وما إلى ذلك".

وينبه إلى أن من مطالب الفصائل الفلسطينية رفع الحصار وفتح المعابر وعودة معبر "كرم أبو سالم" للعمل بكامل قوته، وعودة مساحة الصيد في البحر لما قبل تقليصها.

ويشير إلى أن الإعلام يتحدث عن أفكار لحلول اقتصادية لغزة، لكن السؤال دائما يكون: ما المقابل؟

ويقول أبو الهول، إن مصر تبذل مجهودات كبيرة مع كل الأطراف أولا لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتعتبر أن هذه أولوية، مضيفا أنه عندها يكون الفلسطينيون صفا واحدا فهذا يقطع الطريق على (إسرائيل) وعمليات "الوقيعة" بين الضفة وغزة، وبعد ذلك عندما تكون هناك "مصالحة حقيقية يمكن التحرك للتفاوض مع (إسرائيل) والبحث عن حل"؛ وفق قوله.

ويضيف أن المحور الآخر للتحرك المصري هو التهدئة ورفع الحصار عن غزة.

لا حل سياسي

من جهته، يقول المتخصص في الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار، إنه لا يوجد وضوح أو تصريح رسمي صادر عن نتنياهو يحدد إذا كان ما يتداول إعلاميا صحيحا أم لا.

لكن "أبو نصار" يتابع لصحيفة "فلسطين": "بغض النظر عن ذلك، الأمر الذي لا شك فيه أن هناك جهودا تبذل من أجل التوصل إلى تفاهمات بالنسبة لغزة، وهناك مؤشرات واضحة جدا"، مشيرًا إلى تحركات ملادينوف.

وإذ يتساءل أبو نصار: "ما هذه الجهود وإلى أين ستفضي؟"، يرى أن سلطات الاحتلال تحاول أن تقدم لغزة ما يمكن تسميته "بحلول إنسانية واقتصادية" وتخفيف الحصار عبر السماح لمساعدات أجنبية بإيصال بعض الكهرباء والماء، لتتفرغ لجبهات أخرى.

ويؤكد أنه لا يوجد قرار إسرائيلي بالحل السياسي، منوها إلى أن نتنياهو يريد تغذية الفصل بين غزة والضفة.

ولا يستبعد أبو نصار أن يكون ما تتداوله وسائل إعلام عبرية دعاية لا أكثر، قائلا إن نتنياهو يستخدم الإعلام لمصالحه الذاتية.