فلسطين أون لاين

​استثمرها لتجني الفوائد

ساعات الصباح الأولى.. فترةٌ قصيرة تحدد ملامح يومك

...
صورة تعبيرية عن ساعات الصباح الأولى
غزة - مريم الشوبكي

هل قررت يوما الاستيقاظ مبكرا واستثمار ساعات الصباح لتعيش شعور الحيوية والنشاط؟ إن كنت فعلت ذلك فربما تكون قد تأكدت من أن فترة الصباح هي مفتاح اليوم الذي إن أحسنت استثماره يتحسن يومك بأكمله، كما تؤكد الدراسات العلمية، ناهيك عن أن فعل ذلك محمودٌ ومطلوب في الإسلام.

كيف يمكن أن تستقبل فترة الصباح؟ وماهي الوسائل التي يمكنك استخدامها ليكون يومك ناجحا ومثمرا ولتنجز فيه ما عليك من مهام وأعمال دون أن تجد نفسك مثقلا بها في اليوم الثاني أو تؤجلها لوقت لاحق؟، لكل واحد منا طريقته وعاداته الصباحية اليومية سنتعرف عليها في سياق التقرير التالي:

محاولات

قررت "نداء صبيح" أن تقلب حياتها رأسا على عقب، فهي الفتاة التي تعشق السهر وتحب أن تنجز في الليل جميع أعمالها، أما النهار بالنسبة لها فهو للراحة والنوم، لأنها تعودت على ذلك منذ طفولتها، وقد تكون "جينات وراثية" انتقلت إليها عن والديها، كما تعتقد.

قالت صبيح (25 عاما) لـ"فلسطين": "نظام حياتي مرهق لي، لا سيما أنني أصبحت موظفة، وعليّ أن أتوجه إلى عملي في الساعة الثامنة صباحا، وهذا الأمر كان مستحيلًا بالنسبة لي من قبل، فلا أحب الاستيقاظ باكرا أبدا، وحاولت مرارا البقاء مستيقظة بعد صلاة الفجر ولكن محاولاتي باءت بالفشل".

وأضافت: "هناك بعض المحاولات نجحت معي، حيث كنت أستيقظ باكرا وأحضر إفطارا صحيا، ومن ثم أبدأ بوضع جدول ليومي يبدأ بقراءة القرآن، ومن ثم أقوم بتنظيف البيت، ومن ثم أخرج إلى العمل باكرا مشيا على الأقدام".

وتابعت صبيح: "أدرك تماما قيمة هذه الفترة وأثرها النفسي، فالاستيقاظ المبكر يساعد على مد الجسم بالطاقة والنشاط طوال اليوم، ويساعدني على تنظيم وقتي، حيث أنهي جميع مهامي باكرا، ولا أضطر إلى أن أدخل في صراع مع الوقت في باقي ساعات اليوم".

وأكدت أن استثمار فترة الصباح من بعد صلاة الفجر يجعلها في حيوية ونشاط دائمين، ويبعد عنها أي إرهاق كذلك الذي يصيبها عندما تضيع عليها فرصة الاستيقاظ باكرا.

أبي قدوتي

أما "نهاد ياسين" فمن عادة والدها الاستيقاظ باكرا وإيقاظها وأخواتها لصلاة الفجر معه، ومن ثم الجلوس للحديث معهم قبل ذهابهم إلى دراستهم ووظائفهم، وهذا كان له أثر كبير في ترسيخ هذه العادة لديها.

تحدثت ياسين عن مخطط أبيها الصباحي: "والدي في شبابه كان يحب السهر والنوم لأوقات طويلة في النهار، ولكن فجأة غير أسلوب حياته، وأصبحت له طقوس صباحية، حيث يستيقظ قبل الفجر ويصلي قيام الليل، ومن ثم يذهب إلى المسجد ليصلي الفجر في جماعة".

وأوضحت: "بعد عودته من المسجد يتناول إفطارا خفيفا، ومن ثم يمارس هوايته بقراءة الكتب، ويتبع ذلك برياضة المشي في البيت أو على (كورنيش البحر)، وإن كان له أي أعمال خارج البيت فهو يقضيها باكرا".

طقوس النساء مختلفة

ولـ"سامية عبد العال" رأي آخر، فهي ترى أن الاستفادة من فترة الصباح ليست سهلة بالنسبة للمرأة بالمقارنة مع الرجل، لأن فترة الصباح بالنسبة لها هي موعد ممارسة طقوس يوميا تبدأ بتحضير الأطفال للمدرسة ومن ثم إعداد الإفطار لهم وبعدها تنظيف البيت.

وقالت عبد العال: "أما الرجال فلديهم فرصة أكبر لاستثمار فترة الصباح، فللرجل الوقت الكافي ليمارس هوياته كالمشي أو المطالعة، إذ لا يوجد مهام ملقاة على عاتقه كما المرأة".

محدودة ومهمة

وبدوره، قال الأخصائي النفسي الدكتور إياد الشوربجي إن ساعات الصباح هي فترة محدودة من اليوم لكن أهميتها تحدد اليوم بأكمله، وتُسمى فترة الحيوية والنشاط، والأفضل أن يستثمرها الفرد بأفضل طريقة ممكنة، فيبدؤها بأداء صلاة الفجر ومن ثم قراءة القرآن والأذكار، وكتابة خطة للأعمال والمهام المطلوب إنجازها خلال اليوم.

وأضاف لـ"فلسطين": "لا بأس من استثمار الصباح في ممارسة رياضة المشي أو الجري كما يفعل البعض، وقراءة الصحف والكتب والمجلات مثلا، ومد الجسم بالطاقة الإيجابية من خلال الاستمتاع بأشعة الشمس لاستقبال اليوم بتفاؤل، واحتساء كوب من الشاي أو القهوة أو أي من المنبهات التي تجعل الجسم متحفزا طوال اليوم.

ونوه الشوربجي إلى أن قيام الشخص بتهيئة نفسه وتحفيزها على انتظار خبر جميل يشعره بالسعادة والتفاؤل وينعكس على يومه بكامله.