"أين حقنا في رؤية أبنائنا المحكومين مدى الحياة.. ربما يموت فلذة كبدي في سجنه قبل أن يفرج عنه"، بهذه الكلمات خاطبت والدة الأسير أم حسين اللوح أمهات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة.
وطالبت أم حسين, المحكوم ابنها بالسجن مدى الحياة، أمهات الجنود الإسرائيليين بالضغط على قيادة دولة الاحتلال للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون ظلما وقهرا، وذلك قبل مطالبة المقاومة بالإفراج عن الجنود.
وفي الآونة الأخيرة وجهت عائلات الجنود الأسرى في غزة رسائل لحركة "حماس" للكشف عن مصير أبنائهم الأسرى لدى جناحها العسكري "كتائب القسام"، كان آخرها رسالة وجهتها زهافا شاؤول والدة الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون إلى رئيس حماس في غزة يحيى السنوار.
وقالت شاؤول في رسالتها المصورة "ابني أرون لديك، وليس لدي معلومات عن مصيره.. توجهت لحكومة نتنياهو بطلب إعادة ابني، وها أنا أتوجه إليك بطلب مماثل أن تعيد لي أرون.. حياتي انعدمت منذ 20 يوليو 2014، أنا لا أتمنى لأي أم فلسطينية أو إسرائيلية أن تكون فيما أنا فيه".
وفي موضع الرد على ذلك، تقول أم حسين لصحيفة "فلسطين": "إذا كانت حياتك انعدمت منذ أربع سنوات فقط، فأنا حياتي انقلبت رأساً على عقب منذ أكثر من 17 عاما، تجرعت المرار مراراً وقاسيت العناء حتى أستطيع أن أشاهد ابني بعد سنوات من المنع والاعتقال في الزنازين الانفرادية".
وتضيف أم حسين: "يعيش ابني في غرفة ضيقة أشبه بالقبر منذ اعتقاله عام 2002 على حاجز بيت حانون، بتهمة حبه لوطنه فلسطين، وخلال تلك السنوات توفي والده ولم يستطع أن يلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، وكذلك توفي شقيقه.. فنحن نعيش بكربات متتالية بفعل الاحتلال الجاثم على أرضنا.. فالحل يجب أن يبدأ منكم أولا يا أم شاؤول".
أما والدة الطفل الأسير شادي فراح (14 عاما)، الذي أدانته محكمة إسرائيلية في 30 ديسمبر/كانون الأول 2015 برفقة صديقه أحمد الزعتري بمحاولتهما "التسبب بأذى فادح باستخدام آلتين حادتين (سكاكين)" وحكمت عليهما بالسجن لثلاث سنوات، عبرت عن رفضها المطلق المقارنة بين "المقاوم الفلسطيني بالجندي الإسرائيلي".
وتقول أم شادي لصحيفة "فلسطين" "لا يحق لوالدة شاؤول أو غيرها أن تربط بين حال جندي محتل وقع في أسر المقاومة في غزة وهو على ظهر دبابة كانت تقذف بقذائف الموت شرقا وغربا وتقتل بالمدنيين العزل، وبين أسير مقاوم مارس حقه الكامل بالدفاع عن أرضه وشعبه وفق ما نصت عليه كل المواثيق الدولية".
أما والدة الأسير إيهاب سعيد فقالت "لم تقدم المقاومة على أسر الجندي جلعاد شاليط قبل سنوات، ومن بعد شاؤول وهدار جولدن إلا بهدف تحرير آلاف الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، لذلك يتوجب عليها (والدة الجندي شاؤول أرون) أن تذهب للاحتلال من أجل تحسين ظروف حياة أبنائنا بما يتوافق مع أبسط حقوق الإنسان".
وأعلنت القسّام مساء الأحد 20 يوليو/ تموز 2014 عن أسر الجندي شاؤول أرون خلال تصدّي مقاتلي القسّام لتوغل بري لجيش الاحتلال، في حيّ التفاح، شرقي مدينة غزة، وذلك خلال الحرب التي شنته الاحتلال على قطاع غزة صيف عام 2014.
وكشفت القسام بمطلع أبريل/نيسان 2015 للمرة الأولى وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى، في حين أعلنت حكومة الاحتلال فقدان جثتي جنديين "شاؤول أرون"، و"هدار جولدن" قبل أن تعود وتصنفهما مفقودين.
إضافة إلى الجنديين، يتحدث الاحتلال عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير معلومة بعد.
وفي نهاية العام الماضي 2016، نشرت دائرة الإعلام العسكري التابعة لكتائب القسام مقطعي فيديو، قالت إنهما يأتيان بذكرى ميلاد أرون، حيث كتب في ختام المقطع الأول عبارة "عام جديد والجندي شاؤول بعيد عن أهله"، وختم الثاني بـعبارة "القرار بيد الحكومة".
وترفض حركة حماس تقديم أي معلومة حول الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، كما تشترط للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن الأسرى المحررين كافة في صفقة وفاء الأحرار، ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.