قائمة الموقع

كريم يونس .. حكاية صمود عميد الأسرى الفلسطينيين

2017-01-14T06:57:44+02:00
صورة أرشيفية للأسير كريم يونس

أصبح الأسير كريم يوسف فضل يونس (58 عاما)، من قرية عارة في المثلث الشمالي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، أيقونة صبر وصمود في الصراع مع الاحتلال، بعدما دخل، مطلع هذا الشهر عامه الخامس والثلاثين على التوالي في سجون الاحتلال، حيث يقبع في سجن النقب الصحراوي.

واعتقل الاحتلال الاسير يونس منذ 6/1/1983، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي، حيث أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكمها على الأسير في بداية اعتقاله "بالإعدام شنقاً" بدعوى "خيانة المواطنة"، وتم بالفعل إلباسه الزي الأحمر المخصص للإعدام حين حضر ذووه لزيارته بعد الحكم، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وحدد قبل عدة سنوات فقط بـ 40 عاماً.

من ناحيته، طالب رئيس نادي الأسير قدورة فارس، بالعمل الجاد على إطلاق سراح عميد الاسرى الفلسطينيين كريم يونس، مشيدا بصموده وبمواقفه البطولية والوطنية رغم دخوله العام 35 في سجون الاحتلال.

وذكر فارس لصحيفة "فلسطين"، أن وجود المناضل كريم يونس وابن عمه للعام الخامس والثلاثين على التوالي في معتقلات الاحتلال برهان واضح على عقليته العنصرية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده.

وأشار إلى أن والدة الأسير "يونس" التي تبلغ من العمر (84 عاماً) لم تنقطع عن زيارة كريم منذ اعتقاله قبل 34 عاماً، رغم كبر سنها ومرضها، لافتا الى أنها تأمل بأن يأتي اليوم الذي تكحل عينها برؤيته محرراً من سجون الاحتلال.

ولفت إلى أن والد الأسير "الحاج يوسف" قد توفي قبل 4 سنوات دون أن يحقق حلمه باحتضان ابنه كريم وهو محرر بعد هذه السنوات الطويلة، مؤكداً أن ما ضاعف آلام الأسير أن الاحتلال لم يسمح له بإلقاء نظرة الوداع على جثمانه.

وأوضح "يونس" أن الاحتلال رفض إطلاق سراحه ضمن عمليات الإفراج التي تمت عقب اتفاق اوسلو، وكذلك في صفقة شاليط، منوها الى أنه كان من المفترض اطلاق سراحه ضمن صفقة احياء المفاوضات في عام 2013 مع 29 اخرين من الاسرى القدامى ضمن دفعة رابعة واخيرة لكن الاحتلال اخل بالاتفاق ورفض اطلاق سراحهم.

وأكد فارس أن كريم يونس يعد أحد قادة ورموز الحركة الوطنية الأسيرة وقضى وما زال، أطول زمن اعتقال متواصل في معتقلات الاحتلال وفي العالم أيضاً، لافتا الى أن الأسير مثقف وقائد وكاتب.

ونوه الى أن الاسير يونس أدى دوراً كبيراً منذ البدايات في تأسيس الحركة الوطنية الأسيرة بالمعتقلات، وخاض الكثير من معارك الإضراب المفتوح عن الطعام من أجل حقوق المعتقلين وحمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي.

وأضاف فارس: "إن القمع والقهر والأحكام الجائرة بحق شعبنا لن تجعل شعبنا يعيد النظر بموقفه من الحرية والاستقلال، فهذا أمر مستحيل"، مضيفاً أن "المطلوب من الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية بكل تشكيلاتها وفصائلها وضع قضية الأسرى مكوناً أساسياً لقضيتنا الوطنية، وتكثيف النضال ومواجهة الاحتلال حتى يرحل".

وتابع: إن "المطلوب من الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية بكل تشكيلاتها وفصائلها، وضع قضية الأسرى مكونا أساسيا لقضيتها الوطنية، وتكثيف النضال ومواجهة الاحتلال حتى يرحل"، مؤكداً أن الاحتلال يزداد وحشية كل يوم، "ويجب ألا نتوهم بإمكانية التزام الاحتلال بالقانون الدولي".

من ناحيته، أكد المنسق العام للحملة الدولية لكسر القيد أحمد ابو طه، أن الاسير كريم يونس وابن عمه ماهر يعدان عنوانا للنضال الفلسطيني الممتد عبر الزمن، والذي تترسخ جذوره في التاريخ الفلسطيني الحافل بالكثير من محطات الفداء والبطولة.

وأوضح لصحيفة "فلسطين"، أن كون الاسير كريم يونس هو اقدم الاسرى الفلسطينيين وهو من الداخل المحتل، يعني ان فلسطين تتربع في قلوب جميع الفلسطينيين بغض النظر عن اماكن تواجدهم.

وشدد ابو طه على أن اسرى الداخل المحتل هم جزء اصيل من مسيرة النضال الفلسطيني، منوها الى أن عددا كبيرا منهم تم اعتقاله منذ بداية الثورة وما زالت سيرتهم حاضرة في الوجدان الفلسطيني.

واشار الى أنه منذ بداية الصراع مع الاحتلال كانت اعداد الاسرى من الداخل الذين يتواجدون داخل سجون الاحتلال نحو 150 – 300 اسير، لافتا الى أن الاحتلال يتذرع بكون هؤلاء الاسرى من الداخل ويحملون الهوية الاسرائيلية لكي يخرجوا من دائرة الحماية التي من المفترض أن توفرها لهم المواثيق الدولية الخاصة بالأسرى.

وبيَّن أن الاحتلال كان يمارس ضد اسرى الداخل الكثير من الممارسات القمعية التي يبتدعها خصيصا لأسرى الداخل، حيث حاول الاحتلال ان يعزل اسرى الداخل عن باقي الاسرى الا ان الحركة الاسيرة استطاعت بصمودها ونضالها ان تفشل مخططات الاحتلال.

وأكد أبو طه أن صفقات التبادل مع الاحتلال استطاعت ان تكسر الصلف الاسرائيلي وارغمت الاحتلال على الافراج عن بعض اسرى الداخل، مشددا على ان كل من يتحدث عن استحالة او صعوبة الافراج عنهم انما يعبر عن حالة من العجز عن فعل اي شيء لإنهاء معاناتهم.

اخبار ذات صلة