"صبرت حتى عجز الصبر عن صبري" مثل يقال في الصبر, لأنه من أشد النباتات الصابرة على العطش, فهو يستطيع البقاء حيًا رغم الجفاف، وأوراقه الشوكية تقلل من نسبة تبخر المياه منه.
وعلى الرغم من انتشار الشوك على جدارها الخارجي, إلا أنها ذات مذاق رائع, وما إن تنضج في فصل الصيف حتى تستهوي كثيرًا من الناس وتجذبهم لشرائها، ففاكهة التين الشوكي أو الصبر كما يحلو لسكان قطاع غزة تسميتها, ينتظرها محبوها من العام الى العام.
ولقطف هذه الفاكهة ذات الأشواك الناعمة المنتشرة على قشرتها الخارجية، يستيقظ الحاج أبو سمير (52 عامًا) كل يوم, عند الساعة الخامسة فجرًا.
يروي الرجل الخمسيني لـ"فلسطين": "تبدأ عملية قطف الثمار بعد صلاة الفجر وحتى الساعة السابعة صباحًا", مستغلا وجود قطرات الندى على الثمار, وعدم وجود الرياح التي تجعل الأشواك الناعمة تتطاير على الأجساد والملابس".
ويحاول أبو سمير التقاط أكبر قدر ممكن من ثمار "الصبر" الناضج في وقت قصير، قبل جفاف وتلاشي قطرات الندى الموجودة على أشواك ألواح الصبر.
وبينما كان منهمكًا في قطف ثمار الصبر, بواسطة أداة يدوية الصنع مكونة من عصا طويلة تنتهي بإسطوانة من الصفيح مفتوحة الجانبين تسمى (الطوالة), تساعد في القطف بشكل أسرع, يضيف: "الصبر فاكهة صيفية, لها مذاق حلو, يفضلها الفلسطينيون وخاصة الفقراء بشكل كبير, لتدني أسعارها مقارنة مع الفاكهة الأخرى".
يكمل حديثه والعرق يتصبب على جبينه: "موسم الصبر هذا أعتبره مصدرًا للرزق أحصل فيه على بعض الشواكل لسد بعض احتياجات أسرتي المكونة من 10 أشخاص".
بعد قطف التين الشوكي يمسك أبو سمير بعض أوراق الخروع أو بعضًا من الأعشاب البرية المتعارف عليها لديهم ليزيل الأشواك التي تكسو هذه الفاكهة.
وبعد الانتهاء من جمع المحصول ووضعه في أواني خاصة ينتظر أبو سمير عودة ابنه أحمد من المدرسة ليأخذ تلك الفاكهة وينزل بها للسوق, ليبيعها للناس بأسعار مناسبة يتقبلونها.
ويتخذ الفلسطينيون من كلمة الصبر صفة لهم, فهم الصابرون على الاحتلال الاسرائيلي, والحصار, والتهجير, والدمار منذ عشرات السنين.