فلسطين أون لاين

​حافلات مجانية بالخليل القديمة لتعزيز السياحة والحراك التجاري

...
الخليل - خاص "فلسطين"

يأمل كثيرون أن تستعيد البلدة القديمة في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، جزءاً من حيويتها التجارية بعد الدّفع بحافلتين كهربائيتين تقلّان المواطنين من سكّان ومتسوقين بالمجان إلى هذه المنطقة التي باتت خلال أعوام عديدة ماضية شبه خالية بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وأنشطته في المنطقة، عقب مجزرة المسجد الإبراهيمي وانتفاضة الأقصى وهجرانها من جانب المواطنين وأصحاب المحال التجارية.

وكانت بلدية الخليل وغرفة تجارة وصناعة المدينة وعدد من الهيئات الأهلية والرسمية أطلقوا هاتين الحافلتين اللتين تم استيرادهما من الخارج، في خطوة تحفيزية لتشجيع المواطنين على ارتياد البلدة القديمة، وضمن عديد من الإجراءات التي تستهدف تعزيز الحراك التجاري وإعادة الحيوية إلى الأسواق التاريخية في المدينة.

ويرى عضو لجنة الدّفاع عن الخليل هشام الشرباتي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنّ هذه الخطوة جيدة، لكنّها لا تنفصل عن العديد من الاحتياجات والمتطلبات التي تحتاجها الخليل القديمة لتهيئة الظروف العملية والحقيقية لتعزيز قدوم المواطنين إلى المنطقة بالشّكل المطلوب، وتشجيع أصحاب المحال التجارية لفتح أبواب محالهم المغلقة.

وأضاف أن البلدة القديمة تحتاج إلى تعزيز الأمن من جانب، خاصّة للسياح والقادمين من خارج الخليل، لافتاً إلى أنه مفقود فيها بفعل وقوعها تحت سيطرة الاحتلال، وتقييد أنشطة أجهزة أمن السلطة في أحيائها.

ويعتقد بأنّ مفتّشي المحافظة العاملين في المنطقة بشكل مدني يحتاجون إلى مزيد من التعزيز من ناحية الأفراد، إضافة إلى ضرورة توفير مواقف في أحياء البلدة للسيارات والمركبات.

ولفت الشرباتي إلى أنّ الحافلات قد تسهل وصول المواطنين إلى أحياء البلدة القديمة وأسواقها التجارية، الأمر الذي يستدعي العمل أيضا من جانب كافة الجهات على تشجيع المواطنين لفتح محالهم وعرض البضائع، بدعمهم من النواحي المادية واللوجستية والمعنوية ونقل مواقف المركبات إلى مكان قريب من البلدة القديمة.

أمّا المواطن محمد عيد، فيرى في حديثه لـ"فلسطين"، هاتين الحافلتين تطوّراً جديداً، يسهل في هذه المرحلة على المواطنين التنقل والوصول إلى البلدة القديمة والخروج منها، والخلاص من حالة المشي لمسافات طويلة على الأقدام، لصعوبة وصول المركبات إلى الأحياء القديمة في المنطقة لضيقها.

ويبين أنّ هذه الحافلات التي تتسع الواحدة منها لأكثر من 15 راكباً، مظهرها سياحي وجميل، معرباً عن أمله في أن تكون خطوة إيجابية لتعزيز الحراك السياحي إلى البلدة القديمة.

وكانت منظمة اليونسكو العالمية أدرجت البلدة القديمة في الخليل والمسجد الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي، الأمر الذي رأى فيه كثيرون ضرورة وجود مقوّمات حقيقية لتشجيع المواطنين للوصول إلى المنطقة وارتيادها، إضافة إلى وجود بنية تحتية للقطاع السياحي تدفع بالسياح الأجانب القادمين إلى بيت لحم ومدينة القدس للوصول إلى الخليل، وانعكاس الأمر من الناحية التجارية على اقتصاد التجار في المنطقة.

وكان رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل محمد الحرباوي، أوضح أنّ من شأن هذا المشروع تسهيل وصول المواطنين والمتسوقين لأزقة البلدة القديمة وأسواقها، ما يساهم في إنعاشها اقتصاديا وتجارياً.

وبين أنّ مسار الحافلتين يبدأ من منطقة باب الزاوية مروراً بالشلالة وصولاً لقلب البلدة القديمة.

وأشار إلى أن الهدف أن تصبح البلدة القديمة منطقة جاذبة للتسوق، مؤكداً قرب افتتاح المؤسسة الاستهلاكية غير الربحية خلال الفترة القليلة القادمة، والتي ستكون مكاناً لبيع البضائع والحاجيات بأسعار أقلّ من الأسواق في مدينة الخليل، ما سيشجّع الناس على القدوم إلى المنطقة.