قائمة الموقع

سحب منظمة التحرير اعترافها بـ(إسرائيل) هل ينعش خيار الدولتين؟

2017-01-13T14:31:50+02:00
منظمة التحرير هددت بسحب اعتراف المنظمة –أحادي الجانب- بكيان الاحتلال الإسرائيلي (أرشيف)

ارتفعت وتيرة الحديث السياسي والإعلامي حول نية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، الأمر الذي يعني اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة "عاصمة" لكيان الاحتلال الإسرائيلي رغم القرارات الدولية الداعية لانسحاب الاحتلال منها.

منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى لسان أمين سر اللجنة التنفيذية فيها، صائب عريقات، هددت بسحب اعتراف المنظمة –أحادي الجانب- بكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو أحد الأسس التي تم توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بناء عليها، أي أنها تنوي إلغاء هذه الاتفاقية والتي أنجبت السلطة الفلسطينية، فهل هذا ممكن؟

وأد الدولتين

الكاتب والمحلل السياسي، خالد العمايرة، يفسر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، أنه "اعتراف بأن المدينة المحتلة هي عاصة شرعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومعنى ذلك موت حل الدولتين الذي يقضي بدولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس، ودولة إسرائيلية عاصمتها الجزء الغربي من المدينة المحتلة".

وقال العمايرة في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن من شأن سحب اعتراف منظمة التحرير بالاحتلال الإسرائيلي، الاعتراف بموت اتفاقية أوسلو والعودة إلى مرحلة ما قبل أوسلو"، مستبعداً أن تقدم منظمة التحرير على اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وتابع: "إن سحب الاعتراف يعني تسكين السلطة الفلسطينية وإلغاءها من الوجود، وهذا يشمل وأد التنسيق الأمني وضم نحو 6 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية ولربما قطاع غزة إلى دولة الاحتلال حتى تتحمل مسؤولية من فيهم بصفتها الدولة المحتلة".

وأضاف: "أعتقد أن عريقات يحاول توصيل رسالة أو تهديد ضمني للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة ودولة الاحتلال، حتى لا تقدم أمريكا على اتخاذ خطوتها المعلنة وتقوم بنقل السفارة إلى القدس المحتلة".

وأشار إلى تصريحات سابقة أدلى بها رئيس السلطة محمود عباس وجاء فيها أن "نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة من شأنه أن يثير التوتر في المنطقة، وسيفضى إلى حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".

ورأى المحلل السياسي عمايرة أن السلطة الفلسطينية أمامها خياران للتعامل مع هذا الموقف الصعب: إما أن تقوم بسحب الاعتراف وبالتالي تفكيك السلطة الفلسطينية والعودة إلى ما قبل أوسلو، أو قيام دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس وهذا مستحيل في ظل مواصلة الاحتلال ممارساته في تهويد المدينة المحتلة.

واستطرد: "وهذا الخياران هما أيضاً الاحتمالان المتاحان أمام دولة الاحتلال، وإلا فلتنتظر مشهد ما قبل أوسلو ولتتحمل تبعات ذلك"، داعياً السلطة إلى ضرورة أن تتخلى عن فكرة إقامة دويلة فلسطينية هزيلة على 20% من أرض فلسطين التاريخية وإلا سيكون وجودها حلا للمشكلة الإسرائيلية وليس الفلسطينية.

مطلب فلسطيني

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، أن سحب منظمة التحرير لاعترافها بـ(إسرائيل) هو مطلب فلسطيني وأن الفلسطينيين سوف يكونون سعداء بهذا القرار، مستدركاً:" لقد عودتنا السلطة وفي مقدمتها رئيسها عباس وصائب عريقات، أن يتراجعوا أمام ضغوط الولايات المتحدة و(إسرائيل).

وقال عساف في حديث لصحيفة "فلسطين": "ما قاله عريقات هو مناورة سياسية لا تحمل مضمونا جديا"، مشيراً إلى أن الخطورة على حل الدولتين لا تتوقف عند نقل السفارة وإنما تشمل التوسع الاستيطاني، وكل أشكال التهويد للأرض والمقدسات الفلسطينية، وكل الإجراءات الاحتلالية في الضفة الغربية.

وتابع: "من يتحدثون عن سحب الاعتراف هم أنفسهم من يعودون للحديث عن حل الدولتين مرة أخرى رغم كل ما تقوم به دولة الاحتلال من اجراءات على الأرض تحول دون الوصول إلى هذا الحل".

وأكد أنه من الناحية الفعلية لم يتبق على الأرض ما يسمح بقيام حل الدولتين، موصياً السلطة بضرورة تقييم السنوات الخمس وعشرين الماضية، ووضع استراتيجية نضالية لا تراهن على الحلول الأمريكية، والذهاب للوحدة والمصالحة، وتكريس خيار النضال في مواجهة الاحتلال والعودة للمرجعية الدولية برمتها.

اخبار ذات صلة