فلسطين أون لاين

في معركة الخان الأحمر.. هل للسلطة دور ملموس ؟

...
القدس المحتلة- غزة: أحمد المصري

مع اشتعال واشتداد معركة الخان الأحمر في مدينة القدس المحتلة، والتي حاولت خلالها سلطات الاحتلال الاستيلاء على المنطقة وتطهير سكانها بعد الاعتداء عليهم، تطفو على السطح تساؤلات عدة حول دور السلطة الفلسطينية في رام الله بمساندة قضية "الخان" وسكانه إلى جانب التجمعات الأخرى في القدس المهددة على نفس الغرار بالاستيلاء لصالح المشاريع الاستيطانية المتعددة.

وبدأت سلطات الاحتلال في الرابع من يوليو/ تموز الجاري، تنفيذ قرار "قضائي" سابق للاستيلاء على منطقة الخان الأحمر، والذي يقع شرقي القدس، مستخدمة المكعبات الإسمنتية، ومنع أي شخص من الوصول للمكان.

ورافق محاولة الاستيلاء على الخان الأحمر عملية هدم وتجريف وتدمير للممتلكات، إلى جانب تنفيذ حملة من الاعتقالات، والاعتداءات على سكانه بصورة وحشية، فيما أعلنت المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.

خطورة قرار

ويبرز دور السلطة الفلسطينية كجهة رسمية أولى للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومساندتهم مقابل التغول الاحتلالي عبر اللجوء للقضاء المحلي والدولي، والاتصال مع الجهات السياسية الدولية، وتشكيل ودعم جماعات الضغط المؤثرة على الاحتلال للتراجع عن قراراتها.

وفي السياق يقول وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة إن السلطة الفلسطينية بقيت محافظة على اتفاقياتها المختلفة مع الاحتلال، وارتضت بصلاحياتها ومسؤولياتها المحددة رغم خطورة قرار الاستيلاء على منطقة الخان الأحمر.

ونبه أبو عرفة لـ"فلسطين"، إلى أن تجمع الخان الأحمر والتجمعات البدوية الأخرى في القدس المحتلة موجودة في مناطق حساسة، ويعني السيطرة عليها فصل شمال الضفة عن جنوبها، وشرقيها عن غربيها، وهو ما يكون مستغربا في مقابله التزام السلطة بالصمت.

ويضيف "السلطة تقف متابعة لما يجري في الخان الأحمر، كأي جهة صحفية أو إعلامية أو حقوقية متابعة، وتشترك معهم بعقد المؤتمرات وإصدار البيانات، وهو دور لا يعقل أن يكون لسلطة رسمية في هذه المعركة".

ويؤكد أن دور بعض المؤسسات الأممية والحقوقية القانونية في تضامنها مع الخان الأحمر فاق في قوته ما يفترض أن تقوم به السلطة، مطالبًا الأخيرة أن يكون لديها جرأة بالتوقف عن احترام اتفاقياتها مع الاحتلال الذي نبذها منذ فترة طويلة، واللجوء لخطوات سياسية عملية من شأنها أن تساند سكان التجمع المهدد بالاستيلاء، إلى جانب تحشيد الجمهور الفلسطيني بجوارها في هذه المعركة.

ويرى أن الاستيلاء على الخان الأحمر فعليًا يضر بمصالح سكانه والسلطة معًا، إذ إنه يتماشى مع مخطط إسرائيلي يهدف لإقامة كيان أو دولة فلسطينية مستقبلية في الضفة على الاطلاق، وإلغاء أي تواصل جغرافي وثقافي واجتماعي مع القدس العاصمة.

المعركة الأخطر

بدوره، شدد مسؤول ملف القدس في حركة فتح السابق حاتم عبد القادر على أن معركة الخان الأحمر التي تجري بحق مدينة القدس المحتلة هي الأخطر في الفترة الأخيرة، حيث يحاول الاحتلال الاستيلاء عليها كنقطة نهائية لمحاصرة المدينة، وإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا.

ويؤكد عبد القادر لـ"فلسطين"، أن السلطة تأخرت كثيرًا في حيثيات معركة الخان الأحمر، حيث كان يفترض أمامها ومنذ سنوات أن تقوم بخطوات مدروسة لتعزيز صمود سكان المنطقة، والاستثمار فيها ومعالجة وضعها بصورة قانونية، لإغلاق الطريق أمام مخططات الاحتلال التي بدأ في تنفيذها مؤخرًا.

وأضاف: "نحن الآن في الخمس دقائق الأخيرة لعملية الاستيلاء الكامل على الخان الأحمر وتجمعات سكانية أخرى في القدس المحتلة، وكان بالإمكان القيام بعدة خطوات احترازية قبل عدة سنوات من أجل عدم وصولنا لهذا الطريق".

ويشير عبد القادر إلى أن السلطة بذلت وفي السياق خطوة قانونية استطاعت عبرها تأجيل إخلاء الخان الأحمر حتى 15 من أغسطس/ آب القادم، رغم أن قرار الإخلاء كان فوريًا، مضيفا: "هي خطوة متأخرة لكنها جيدة من الممكن أن تحرك المجتمع الدولي لإفشال مخطط الاستيلاء على الخان الأحمر".

ويوضح أنه رغم التحمس لفكرة وقف خطوة الاحتلال الفورية بإخلاء الخان الأحمر، إلا أن التفاؤل "ضئيل" في أن يبقى الضوء أحمر مستمرا، مشددًا على أن سلطات الاحتلال مصرة على تنفيذ مخططها.

ويحيط بالخان الأحمر عدد من المستوطنات تقع ضمن الأراضي التي تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة عليها لتنفيذ مشروعها الاستيطاني "E1" الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم ممتدة من أراضي شرقي القدس حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطه.