فلسطين أون لاين

"الخان الأحمر".. حصار وبوابات حديدية ولا شبكة كهرباء أو مياه

...
غزة- يحيى اليعقوبي

يضطر المواطن الفلسطيني إبراهيم أبو داهوك الذي يسكن في الخان الأحمر، وأفراد التجمع إلى السير لمسافة 3-7 كيلو مترات حتى يصل إلى أقرب سيارة يمكن أن تنقل أحدهم للمشفى في حال احتاج ذلك، أو حتى لو أراد شراء مواد تموينية وأعلاف للمواشي التي يربونها، بفعل تضييق وحصار الاحتلال عليهم الذي يغلق الطرق المؤدية للخان، ويضع كاميرات المراقبة ويرسل طائرات تصوير لمعرفة كل ما يدور في داخل التجمع الواقع شرقي القدس المحتلة.

ومنذ أكثر من أسبوع كما يتحدث أبو داهوك لصحيفة "فلسطين"، أغلق الاحتلال الطرق المؤدية للتجمع، حتى سيارات الدفع الرباعي لا تستطيع القدوم للتجمع، مشيرًا إلى أنه قبل قرار الاغلاق هذا كانت الطرق مفتوحة والناس تعيش حياة طبيعية تعتمد على الثروة الحيوانية وتربية الأغنام، وكانوا يذهبون للجبال لرعيها قبل منعهم مؤخرًا.

تضييق مستمر

"نحن صامدون في بيوتنا رغم كل المضايقات" كلمات تؤكد على ثبات أهل التجمع، رغم كل محاولات ومضايقات الاحتلال الذي يمنع أهل الخان الأحمر من البناء والتوسع منذ سنوات.

ويضيف "الاحتلال يمنعنا من بناء أي شيء حتى لو فكر أحدنا بالبناء لابنه المتزوج غرفة صغيرة فإنه يهدمها بعد يومين".

وقبل عامين قام الاحتلال بهدم بعض البيوت التي أضافها أهالي "الخان الأحمر"، ويقول إن أهل التجمع يسكنون في هذا المكان منذ عام 1953م بعد تهجيرهم من أراضيهم في النقب عام 1948م، وهم عازمون على عدم المغادرة والبقاء في بيوتهم مهما كلف الأمر من ثمن.

"أي انسان يحتاج إلى طريق حتى يتنقل لكن الاحتلال أغلقها علينا ومنعنا حتى من الرعي" يتحدث عن طبيعة معاناتهم التي سببها الاحتلال.

وتتكون كل بيوت الخان من الصفيح إلا المدرسة التي صنعها أهالي الخان من الإطارات المكسوة من الخارج بالطين وهي تخدم ثمانية تجمعات محيطة يدرس فيها 170 طالبًا، بدأ العام الدراسي الجديد فيها قبل أيام ويدرس فيها الطلاب حتى الصف التاسع الإعدادي وأضيف فيها الصف العاشر بالإضافة للتمهيدي، بحسب أبو داهوك.

ويضم الخان كذلك 45 منزلاً مصنوعة من الخشب والصفيح "الزينكو" يعيش فيها أكثر من 300 فرد بينهم 70 طفلاً ، موضحًا أن الاحتلال ينغص عليهم حياتهم وينصب كاميرا مراقبة دائمة في المستوطنات القريبة من الخان، ويرسل طائرات تصوير صغيرة لمراقبة ما يدور عن قرب، حتى السيارات التي تجلب المساعدات لأهالي الخان يراقبها الاحتلال ليعرف ما بداخلها.

والإجراءات السابقة ليست جديدة بل يقوم بها الاحتلال منذ سنوات.

ويواصل حديثه بنبرة صوت غاضبة :"أطفالنا يريدون العيش بحرية والدراسة بعيدًا عن كل هذا الحصار والضيق الذي يفتعله الاحتلال بهدف اقتلاعنا مرة أخرى وتدمير بيوتنا وتهجيرنا من أرضنا".

سياسة ممنهجة

داود الجهالين رئيس مجلس قروي عرب الجهالين، يشير إلى أن الاحتلال ينفذ سياسة ممنهجة منذ خمس سنوات ضد التجمعات البدوية شرقي القدس المحتلة، منع بناء البيوت المكونة من الخيام والخشب, وإن أي بيت جديد يكون عرضة للهدم، ومنع تأهيل الطرق، ومنع تزويدها بشبكة المياه والكهرباء.

ويقول الجهالين لصحيفة "فلسطين" إن الاحتلال لجأ في الفترة الأخيرة لسحب تصاريح العمل من التجمعات، كلها بهدف الضغط على الأهالي لتهجيرهم لمناطق أخرى، موضحًا أن وتيرة هذه الإجراءات ارتفعت في الخان الأحمر بإغلاقها عسكريًا وتركيب بوابات على المداخل الرئيسية للتجمع.

ويبين أن الاحتلال يهدف من تركيب البوابات الحديدية إلى الحد من وصول المتضامنين ووسائل الإعلام بهدف تخفيف الزخم الجماهيري لما يحدث في الخان والتفرد فيه في المرحلة القادمة، لافتًا إلى أن هناك قرارا من محكمة الاحتلال بمنع هدم الخان حتى 15 آب/ أغسطس القادم.

ويوضح أن الحياة في التجمعات حياة بدوية تعتمد على تربية المواشي، وأن هناك جزءا من أفراد التجمع انخرطوا في سوق العمل الفلسطيني، معتبرًا أن هدم الخان الأحمر سيكون بداية لتدمير 46 تجمعًا بدويًا، وتنفيذ مخطط "E1"، تمهيدًا لإقامة مخطط القدس الكبرى وفصل شمال الضفة عن جنوبها، ووضع الأسس لما يسمى "صفقة القرن"، باعتبار أن هذا المخطط يهدف إلى تهجير 12 ألف نسمة تسكن تلك التجمعات.