فلسطين أون لاين

​بسبب عقوبات غزة

شابة أردنية تهاجم الهباش.. فكيف تفاعل النشطاء؟

...
غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

لقيت حادثة مهاجمة فتاة أردنية مستشارَ رئيس السلطة للشؤون الدينية، محمود الهباش، خلال محاضرة ألقاها في العاصمة الأردنية عمّان، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشر فيديو قصير يوثق الحادثة وتفاصيلها.

وهاجمت الفتاة إيناس حجير، الهباشَ خلال محاضرة ألقاها بعنوان "كيف يواجه الفلسطينيون صفقة القرن؟" بدعوة من حزب "الوسط الإسلامي"، وذلك بعدما قال إنه "من ضمن الأفكار التي تتضمنها تسريبات "صفقة القرن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ثم توسعته على حساب مصر".

ولم يكمل الهباش جملته حتى قاطعته حجير، مطالبة إياه بعدم إقحام قطاع غزة في حديثه كونه طالب باستمرار العقوبات التي تفرضها قيادة السلطة في رام الله على غزة، مخاطبة الهباش: "ما تجيب سيرة غزة.. أنت طالبت بعدم إيقاف العقوبات".

وحينها تدخل رئيس الدائرة السياسية في حزب الوسط هايل داود، بعدما وقف عن كرسيه مطالبا الفتاة بالصمت أو مغادرة قاعة المحاضرة، إلا أن الأخيرة واصلت هجومها على الهباش، قائلة له: "مثل ما بطلعلكم تجيبوا الهباش يحكي غزة، بطلع لي أنا أحكي"، قبل أن تخرج من القاعة وينقطع التصوير.

وعقب انتشار فيديو الحادثة، تفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي معه، معبرين عن إعجابهم بجرأة الشابة حجير وقدرتها على مواجهة ما أسموه "سيل الأكاذيب التي توجهها السلطة ضد غزة رغم ما تعانيه من حصار مشدد واعتداءات إسرائيلية لا تتوقف"، موجهين في ذات الوقت نقدهم للهباش وسياسات السلطة.

الفتاة فايزة فرحان قالت على صفحتها بـ"الفيسبوك" "يصلح الهباش أن يكون مستشارا في نهب المال العام والنفاق لصالح سيده الرئيس، أما أن يتحدث باسم الوطن والقضية ويحرض على أهالي قطاع غزة، فهذا فعل مستنكر يستوجب التصدي له مثلما فعلت بنت الرجال".

أما محمد بخيت فكتب قائلا "لا تزاود على الأحرار يا هباش، فغزة عصية على كل المؤامرات بقدرة ربها وصمود شعبها دون أن ترتكن لمن يحاصرها وينسق مع الاحتلال لقتل المقاومة"، داعيا لتكريم الشابة الأردنية من قبل مختلف الجماعات التي تدعم الحقوق الفلسطينية.

المغرد عبد الله الزيود استهجن بداية استضافة حزب الوسط للهباش في ندوة عنوانها كيف يواجه الفلسطينيون صفقة القرن" قائلا: "هل يعلم الحزب أن الهباش وقيادته في المقاطعة هم أحد أركان الصفقة الأساسية، وخير دليل على ذلك مشاركتهم الفاعلة في تشديد الخناق على غزة بهدف تركيع مقاومتها وتمرير الصفقة لاحقا".

وفي الاتجاه نفسه، قالت خلود عبد الرحمن: "يدعي الهباش أن سلطته تتقدم الصفوف في مواجهة الصفقة القرن وفي سبيل ذلك فرضت العقوبات على غزة، ولكن ألا يستحيي خطيب المقاطعة عندما يشوه صورة القطاع وصمود أهله، الذين ما زالوا يقدمون الشهداء على حدود غزة في سبيل الدفاع عن أرضهم وكسر للحصار".

وعقب انتهاء كلمة الهباش وفتح باب الأسئلة للحاضرين، تعرض مستشار رئيس السلطة لسيل من الأسئلة التي استنكرت موقف السلطة من تعاملها مع قطاع غزة واستمرارها لفرض العقوبات الجماعية عليه بذريعة "حماية المشروع الوطني"، وحينها لم يكن أمام الهباش إلا مغادرة قاعة المحاضرة دون أن يجيب عن أسئلة الحضور".

بدوره، رد حزب "الوسط" على الهجمة الواسعة ضده بسبب استضافته الهباش، قائلا: إن "دعوة أي شخصية لا تعني أن الحزب يتبنى طروحاتها بالضرورة.. نتمنى من الأخوة المعلقين أن تتسع صدورهم للآراء المختلفة، وألّا نمارس الحجر على الناس والآراء، فنحن في الأردن نعيش في بيئة ديمقراطية تتسع لجميع الفئات، دون إقصاء أو تخوين أو تكفير".