فلسطين أون لاين

​أهالي الشهداء وحيدون في معركة استعادة جثامين أبنائهم

...
القدس المحتلة- غزة/ أحمد المصري:

ترك ملف الشهداء المحتجزة جثامينهم قسرًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي جرحًا غائرًا لدى ذويهم، بما يحمله هذا الاحتجاز من آثار قاسية عليهم نتيجة خوضهم معركة استعادة جثامين أبنائهم وحيدين.

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز لديه جثامين 12 شهيدًا من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ارتقوا خلال انتفاضة القدس، والتي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، منهم أربعة شهداء أصدر الاحتلال قرار بنقلهم لمقابر الأرقام، فيما يحتجز نحو 11 شهيدا من مدن قطاع غزة.

ويطالب الأهالي سلطات الاحتلال بالإفراج الفوري عن جثامين أبنائهم الذين قتلوا برصاص إسرائيلي وخطفت جثامينهم لتلقى في ثلاجات الاحتلال دون أي مبرر.

وعقدت محكمة الاحتلال العليا أول من أمس في مدينة القدس المحتلة، جلسة خاصة تقدم بها ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم، دون إصدار أي قرار بهذا الخصوص، مع إشارتها لإصداره في وقت لاحق غير محدد.

ونقل شهودٌ حضروا جلسة المحكمة اعتداء مجندة وشبان مستوطنين على ذوي الشهداء بالبصق والألفاظ النابية والرش بالماء، في وقت كانوا وحيدين ودون تواجد ممثلين رسميين من أي جهة فلسطينية كانت أو حتى إعلامية.

وتقول أزهار سرور والدة الشهيد المحتجز جثمانه عبد الحميد سرور من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، إن جلسة محكمة الاحتلال العليا الأخيرة بحق جثامين الشهداء، نكأت جرحا عميقا لديها.

وتضيف سرور لـ"فلسطين"، أن جلسة المحكمة خلت إلا من ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم، والذين هم غالبًا من كبار السن، فيما احتشد العشرات من المستوطنين داخل وخارج المحكمة يهتفون ويعتدون علينا بالألفاظ النابية.

وتشير إلى أنها وإلى جانبها جميع الأهالي، يعيشون المعركة وحيدين منذ البداية، وأن ملف التوجه للقضاء داخل دولة الاحتلال جرى على عاتق ذوي الشهداء ومساندة بعض المؤسسات الحقوقية.

وتنبه سرور إلى أن السلطة الفلسطينية كجهة رسمية لم يلحظ وقوفها إلى جانب أهالي الشهداء، رغم أنه ملف وطني بالمقام الاول، وأن ذلك يلقي خذلانا في نفوسهم، سيما وأن أبناءهم قدموا أرواحهم رخيصة من أجل القضية والوطن.

ويشدد المحامي والناشط في ملف استرداد جثامين الشهداء محمد عليان وهو والد الشهيد بهاء عليان الذي سبق واحتجز الاحتلال جثمانه، على أن هذا الملف "ليس في سلم اهتمام السلطة وحكومتها في رام الله حتى لو في آخر درجة منها"، ولا يزال يمثل "ملفًا ضائعًا" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ويضيف عليان لـ"فلسطين"، أن ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم يعيشون خيبة أمل حقيقية، جراء عدم تبني جهة رسمية لملف أبنائهم، وعدم التفاعل معها والذي كان لافتا في جلسة محكمة الاحتلال الأخيرة والتي لم يحضرها مسؤول أو جهة إعلامية فلسطينية كانت.

ويشدد على أن فكرة إرسال محام لمحكمة الاحتلال من قبل السلطة عبر هيئة شؤون الأسرى باعتبارها المسؤولة الأولى والأخيرة "فكرة خاطئة"، إذ إن أي ذوي شهيد أو جهة يمكن لها أن تقوم بهذا الدور، وأن الدور المنوط بالسلطة تجاه هذا الملف أحدث ضغطا سياسيا على (إسرائيل) لاسترداد الجثامين.

ويؤكد عليان أن محكمة الاحتلال مجرد أداة تتأثر بالضغط السياسي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مخابرات الاحتلال وفي جلستها الأخيرة تعمدت ادخال المستوطنين الذين قتل ذووهم في عمليات فدائية لقاعة المحكمة ليتأثر قضاتها ولا يستجيبون لطلب تسليم الجثامين.

وشدد على أن الفشل في هذا الملف لا يمكن أن يلصق بذوي الشهداء، بقدر ما يجب إلصاقه بالجهة التي كانت تستطيع حمله ولم تفعل (السلطة الفلسطينية)، مبينا أن ذوي الشهداء استنفذوا خطوات التوجه للقضاء المحلي، وأن أي خطوة تليها لابد من تبنيها من قبل السلطة الفلسطينية بالتوجه للقضاء الدولي.