عاد الخلاف بين شبيبة حركة "فتح" وتيارها الإصلاحي من جديد في جامعة الأزهر غرب مدينة غزة.
وتطور الخلاف الذي نشب، أمس، على أحقية تنظيم مراسم استقبال الطلبة الجدد إلى اشتباكات بالأيدي أفضت إلى تمزيق صور رئيس اللجنة المركزية للحركة محمود عباس في الجامعة.
وهذا الحادث ليس الأول من نوعه بين أنصار "رئيس التيار الإصلاحي" محمد دحلان، ورئيس الحركة عباس، في عدد من جامعات غزة، كان آخر في جامعة الأقصى قبل نحو شهرين.
وتداول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع قصيرة تظهر عناصر من أنصار دحلان وهو يمزقون صورة كبيرة لعباس علقت على مبنى داخل الجامعة ضمن مراسم أقامتها الشبيبة الفتحاوية لاستقبال الطلبة الجدد من خريجي الثانوية العامة.
وجاء تصعيد أنصار دحلان على إثر محاولة شبيبة فتح منعهم من تنظيم مراسم منفصلة لاستقبال الطلبة الجدد.
وقال عبد الله أبو دية الكادر في شبيبة فتح (التي تعد نفسها شرعية وتتبع الرئيس عباس): إننا ننظم منذ عشرة أيام مراسم استقبال الطلبة الجدد، وكانت الأمور طبيعية إلى أن جاء عدد من أنصار دحلان لتنظيم مراسم استقبال، ومعهم لافتات ويافطات خاصة بهم.
وفي اتصال هاتفي، أوضح أبو دية لـ"فلسطين"، أن الشبيبة الفتحاوية قررت منع أنصار التيار الإصلاحي من تنظيم مراسم الاستقبال لتجاوزهم الشبيبة التي سمحت لها إدارة الجامعة مسبقًا بتنظيم مراسم استقبال الطلبة.
وأشار إلى أن منسق الشبيبة في جامعة الأزهر أحمد حلس، لديه كتاب تكليف بتنظيم مراسم استقبال الطلبة الجدد.
وأضاف: "الجامعة أخبرتنا أن الشبيبة هي الجهة الطلابية الوحيدة المخولة بتنظيم مراسم الاستقبال بتكليف من مسؤول الشبيبة في قطاع غزة إياد صافي".
وعلى إثر ذلك منعت شبيبة فتح نظيرتها التابعة للتيار الإصلاحي من تنظيم مراسم استقبال، وقوبل الأمر بتمزيق صورة عباس قبل أن يقدم أمن الجامعة على الفصل بين الطرفين والتفريق بينهما.
لاحقًا، دخلت عناصر مسلحة بمسدسات جاءت لحماية شبيبة التيار الإصلاحي في الجامعة، وعلى إثر هذا اعتقلت الشرطة أحدهم، حسبما يقول أبو دية.
لكن عبد الله أبو عمرة منسق شبيبة التيار الاصلاحي في جامعة الأزهر، نفى قطعًا استجلاب عناصر مسلحة من أنصار دحلان إلى الجامعة على إثر الخلاف الذي جرى.
وأكد أبو عمرة في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أن جميع عناصر التيار الاصلاحي الحاضرين من الكوادر الطلابية وعلى رأس دراستهم الجامعية، وليس أحد سواهم.
وقال: إن شبيبة التيار كانت تتطلع إلى تنظيم مراسم استقبال على غرار ما نظمته شبيبة فتح، لكن الأخيرة حالت دون ذلك، ومزقت البوسترات التي كانت لديهم.
وعلى إثر هذا، أقدم عناصر شبيبة التيار الاصلاحي على تمزيق صورة عباس المعلقة في الجامعة حسبما يقول أبو عمرة: "لكل فعل رد فعل".
وقال: إن تمزيق البوسترات التي كانت لدينا جرى أمام أعين أمن الجامعة.
وشهدت عدة جامعات في غزة حوادث مماثلة بين أنصار عباس ودحلان نتج عنها تخريب بعض الاحتفالات، ووقوع عدد من الإصابات قبل السيطرة عليها وتطويقها.