قائمة الموقع

​أهالي أسرى غزة: لماذا نُحرم من زيارة أبنائنا؟

2018-07-17T09:18:27+03:00

"مشتاقة أشوف بابا من زمان ما شفته، لماذا أُحرم من زيارة أبي؟"، كانت هذه كلمات الطفلة منى أبو صلاح، ابنة الأسير فهمي أبو صلاح المعتقل في سجن "ريمون" الإسرائيلي، والذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة 22 عامًا.

ومنذ عامين لم تتمكن عائلة الأسير أبو صلاح، أسوة بغيرها من عوائل أسرى قطاع غزة، من زيارة ابنها في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي يتعمد ذلك في محاولةٍ منه للضغط على المقاومة للسير قدمًا في صفقة للإفراج عن جنوده الأسرى والمفقودين في غزة.

ولا تزال صورة أبو صلاح، عالقة في أذهان ابنته "منى" التي توشحت بالثوب الفلسطيني المطرز، خلال مشاركتها أمس، في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى المقام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

وتستغرب أبو صلاح (10 أعوام) من قرار سلطات الاحتلال بمنع عوائل أسرى القطاع من الزيارة، متسائلة: "ما الخطر الذي نشكله كي نُمنع من الزيارة؟"، داعية المقاومة الفلسطينية بعدم الانصياع للاحتلال والعمل على تحرير جميع الأسرى.

وتواصل سلطات الاحتلال منذ يوليو/ تموز 2017 حرمان أهالي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم في السجون؛ تطبيقًا لقرار يقضي بحرمان أسرى حركة حماس خصوصاً من الزيارة حتى إشعار آخر.

مطالب مشروعة

ويجلس أسعد أبو صلاح نجل الأسير فهمي على مقربة من والدته وشقيقته، رافعًا صورة لوالده، مرددًا بعض العبارات التي يطلقها أهالي الأسرى خلال اعتصامهم للتأكيد على وقوفهم إلى جانب أبنائهم الأسرى وعدم التخلي عنهم، ولمطالبة العالم والمؤسسات الدولية بممارسة دورها وإطلاق سراحهم.

ويأمل الطفل أبو صلاح (5 أعوام)، أن يسمح الاحتلال له بزيارة والده الذي حُرم من لقائه بسبب قرارات الاحتلال العنصرية والهادفة للضغط على المقاومة الفلسطينية كي تستجيب لمطالبه بإطلاق سراح جنودها الأسرى بغزة.

وتدعو زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، كلّ المنظمات والمؤسسات الدولية الحقوقية منها والإنسانية للوقوف إلى جانب الأسرى والسماح لذويهم بزيارتهم وتوفير كلّ احتياجاتهم، في مقدمة لإطلاق سراحهم.

وتطالب أبو صلاح، في حديث لصحيفة "فلسطين" أحرار وشرفاء العالم بمساندة الأسرى وتدويل قضيتهم وفضح الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم والضغط عليها لإنهاء معاناتهم.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير فهمي أبو صلاح، ووالده وشقيقه صلاح، وابن عمه غسان بعد مداهمة منزلهم شرق مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة في 18 مارس/ شباط 2008، وحكمت على "فهمي" بالسجن (22 عاماً)، فيما شقيقه "صلاح" يقضي حكمًا بالسجن 17 عامًا، ومثلها لابن عمه غسان، فيما تم الإفراج عن والده الذي حكم بـ(25 عامًا) ضمن صفقة "وفاء الأحرار".

جرائم إسرائيلية

وبالقرب من عائلة الأسير أبو صلاح، جلست انتصار أبو سعدة والدة الأسير مرعي أبو سعدة بالتبني، الذي مضى على اعتقاله 14 سنة في سجون الاحتلال، رافعة صورة خنساء فلسطين لطيفة أبو حميد الأم لشهيد وأربعة أسرى يقبعون في سجون الاحتلال.

وأرادت أبو سعدة، من خلال رفع صورة عائلة أبو حميد، إرسال رسالة للعالم بضرورة الإفراج عن أبناء الشعب الفلسطيني وأن الاحتلال يمارس جرائمه بحق شعبنا ويحتجز أبناءه في مخالفة لكلّ الأعراف والقوانين الدولية، حسب قولها.

بصوت يملؤه الغضب، تقول أبو سعدة لصحيفة "فلسطين": "الأسرى في خطر، أين أحرار وشرفاء العالم مما يتعرضون له في سجون الاحتلال؟ وماذا ينتظر العالم؟", داعية إياه إلى التحرك لإنقاذ الأسرى وإطلاق سراحهم وخاصة الأشقاء والعوائل كعائلة الأسير أبو حميد.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال أربعة أبناء لعائلة أبو حميد، هم: ناصر محكوم بالسجن 7 مؤبدات و20 عامًا، شريف محكوم بالسجن 4 مؤبدات، محمد محكوم بالسجن مؤبدين و30 عامًا، نصر محكوم بالسجن 5 مؤبدات.

وحدة وطنية

في ذات السياق، نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في الذكرى الـ(51) لتأسيسها، وقفة تضامنية مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر.

ورفع المشاركون في الوقفة علم فلسطين وصورًا لعدد من الأسرى، ولافتات تطالب بتحقيق الوحدة الوطنية والعمل من أجل تحرير الأسرى.

وحث ممثل جبهة النضال في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ناهض شبات، على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي والعمل من أجل إنهاء معاناة الأسرى.

وقال شبات في كلمة له خلال الوقفة: "إن الهدية الأكبر التي يمكن أن نقدمها للأسرى هي الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام"، مؤكدًا أن الأسرى يتعرضون لأبشع أنواع القهر والتعذيب والحرمان، مطالبًا العالم بمحاكمة قادة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحقهم.

كما نظم مجلس المرأة في حركة "فتح"- ساحة غزة، وقفة تضامنية لدعم الأسرى وذويهم والمطالبة بإطلاق سراحهم ووقف الجرائم الممارسة بحقهم.

اخبار ذات صلة