قائمة الموقع

​الحديقة المنزلية.. ثقافة قديمة تتطور حسب الحاجة

2018-07-16T07:56:32+03:00

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وتغير النظام الزراعي الذي انتقل من الزراعة التقليدية إلى تلك المعتمدة على المبيدات والأسمدة لجأ مواطنون للاعتماد على ما تزرعه أيديهم بأنفسهم وذلك من خلال إنشاء حديقة منزلية خاصة بهم وبعائلاتهم.

ويمتلك الغزي عوض بهجت قطعة من الأرض تزيد مساحتها عن 500 متر بجوار منزله، لجأ إلى زراعتها بكافة أنواع الخضروات التي تحتاجها عائلته وذلك لتوفير قوت يومه الذي أصبح صعباً بعد أن فقد عمله السابق.

ويقول بهجت لصحيفة "فلسطين"، الأمر لم يكن صعباً عليه فهو على دراية بسيطة بالزراعة وهو ما شجعه على البدء بزراعة بعض الخضار كالبندورة، الباذنجان، الفلفل الأخضر وبعض الأعشاب العطرية كالنعنع والريحان والبقدونس وغيرها.

ويضيف: "ما تنتجه الأرض يذهب في المقام الأول لاستهلاك العائلة لدي المكونة من ثلاثة أولاد وبنت، وأما ما يزيد عن حاجتنا فأقوم ببيعه في الأسوق" لافتاً إلى أنه رغم انخفاض أسعار الخضار إلا أنها توفر له مبلغاً يجعله قادراً على توفير ما تحتاجه الأسرة.

زراعة منزلية

من جهته، يوضح أيوب خضر القاطن في جنوب قطاع غزة أن انتشار استخدام مزارعين للمبيدات الحشرية جعله يعزف عن شراء أي من الخضار من الأسواق المحلية، منوهاً إلى أنه يعمل في مجال الزراعة منذ عدة سنوات.

ويقول لصحيفة "فلسطين":" لدي قطعة أرض مساحتها تصل إلى دونم زرعتها من الداخل بالعديد من الخضار حسب موسمها، ففي الصيف أزرع الملوخية، البامية، البندورة، الباذنجان،الفلفل، بمعدل 4 خطوط زراعية لكل صنف".

ويضيف خضر:" أما على محيط قطعة الأرض فزرعتها بالأشجار المتنوعة مثل الزيتون، التين والتي يمكن أن تغطي ما هو داخل هذه الأرض"، لافتاً إلى أنه يكتفي بزراعة أرضه لتحقيق اكتفاءذاتي لما تستهلكه عائلته من احتياجها من خضار.

ويشير إلى أنه يزرع البقدونس، الزعتر، النعنع والريحان وغيرها من الأعشاب التي يحتاجها أهل بيته في تحضير الطعام، مؤكداً أنه استطاع الاستغناء بمعدل كبير عن الكثير من الخضروات من خلال حديقته المنزلية والتي يضمن من خلالها سلامة الطعام الذي يأكله هو وعائلته.

في السياق يوضح المدير العام للإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة، م. نزار الوحيدي أن الزراعة المنزلية أو الحضرية هي عبارة عن ثقافة موجودة عن أهالي قطاع غزة منذ القدم ولكن ملامحها تتغير من وقت إلى آخر.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "الزراعة المنزلية كانت في القدم في الأراضي التي تمتلكها الأسرة ولكنها انتقلت في فترة من الفترات إلى الزراعة على الأسطح، وفي الفترة الحالية توجد في الأراضي وعلى أسطح المنازل".

ويضيف الوحيدي أن الزراعة المنزلية هي مصدر دخل ومصدر للغذاء الآمن للأسرة، وسبب للترويح النفسي وتخفيف درجة حرارة الأسطح، لافتاً إلى أنه "من الممكن إعادة تدوير نفايات البيت بعمل سماد عضوي ووضعها للنباتات المزرعة".

ويبين أن الزراعة المنزلية تُمكن الانسان الذي يقوم بها أن يعرف ما هي الإضافات التي توضع فيها وبذلك تكون سبباً للحفاظ على صحة الأهل وجودة المنتج تكون أعلى من تلك التي تكون معروضة في الأسواق والتي ينتجها مزارعون بكميات كبيرة ويمكن استخدام المبيدات والأسمدة فيها.

وينوه إلى أن وزارته تشجع هذا الأسلوب وتعمل على نشرة ثقافة الزراعة الحضرية على أهالي قطاع غزة وأي مواطن يرغب في تطبيقه تدعمه الوزارة من خلال عمل خطة أو رسمة للزراعة بالإضافة إلى مساعدته في انشائها.

ويشير إلى أن الكثير من أهالي القطاع يؤيدون ثقافة الزراعة الحضرية كما يمكن تشجيع البقية من خلال توضيح هذه الثقافة عبر اللقاءات والندوات، مؤكداً وجود تقبل ووعي كبير لها وأن كل بيت صار فيه زراعة صنف من أصناف الخضار والأعشاب حسب الاحتياج.

اخبار ذات صلة