قائمة الموقع

​الاحتلال يستهدف التراث الفلسطيني بتدمير "قرية الفنون والحرف"

2018-07-16T06:54:58+03:00
آثار الدمار الذي حل بالقرية بعد الاستهداف (تصوير / رمضان الأغا)

قبل أن يبلغ عمر قرية الفنون والحرف غرب مدينة غزة 20 عاماً، المكان الذي لطالما حافظ على تراث الأجداد منذ نشأته في يوليو 1998، تحول إلى إرث مدمر بفعل قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلية بسبعة صواريخ مبنى دار الكتب الوطنية القريب من ساحة الكتيبة.

كان الزائر لهذه القرية يسحر بجمالها كما تسحره جمال المشغولات اليدوية التي لطالما عرضت في أروقته، فبعد الدخول من بوابته الرئيسة تتكون القرية من عدة أقسام، قسم النحاسيات وقسم الخشبيات وهي أبنية منفصلة عن بعضها لا يتجاوز طولها خمسة أمتار. وعلى الجانب الأيسر قسما البسط والتطريز، وهي أقسام مفصولة مصممة على شكل المباني القديمة بسقف عبارة عن أقواس، يفصل بينها ساحة بها فخار وأشجار وزهور، تتوسطها نافورة مياه.

في داخل القرية مبنى المعارض الذي كان يحيي فعاليات التراث الوطنية، ويستقبل معارض الرسامين الفلسطينيين، لم يعد متماسكا، في سقفه المكون من أقبية وأقواس خطوط متعرجة كثيرة، هذه الخطوط ليست رسومات فنانين عرضوا لوحاتهم فيه، بل هي آثار دمار نتيجة القصف حتى بات السقف آيلا للسقوط والمبنى بالكامل مدمر.

دمار كبير

تقول مدير قرية الفنون والحرف نهاد شقليه: إن الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي أدى لتضرر 95% من مرافق مباني القرية التي انهارت بفعل القصف الإسرائيلي.

وتضيف شقلية لصحيفة "فلسطين" إن الناس اعتادت على شراء المقتنيات اليدوية التراثية من القرية، لذا كانت تعتبر إرثاً ثقافياً يتبع بلدية غزة ويحافظ على التراث الفلسطيني من الاندثار.

وتشير إلى أن صالة المعرض الدائم مخصصة لإقامة معارض للفنانين الشباب، ومعارض للرسامين والفنون والحرف، وتهتم بإحياء المناسبات الوطنية ويوم الأرض والنكبة ويوم الأسير الفلسطيني، وإقامة دورات حرفية لتعليم التطريز والحرف الخشبية.

وتضم أقسام القرية الأربعة، والكلام لشقلية، مقتنيات نحاسية قديمة جمعت عبر العصور، والبسط وهي مصنوعة من أصواف الخراف والإبل بالنول العربي القديم، والأعمال الخشبية الحديثة والقديمة والمشغولات اليدوية، لافتة إلى أن جزءا كبيرا منها تعرض للتدمير.

ولفتت النظر إلى أن خسائر المبنى والمقتنيات بلغت نحو 350 ألف دولار.

إلى جانب القرية، أصبح مبنى دار الكتب الوطنية المستهدف والذي كان تحت الإنشاء، غير صالح لاستكمال بنائه.

لم يسلم مسجد الكتيبة من القصف وجاء بالمرتبة الثانية بالدمار بعد مبنى قرية الفنون، فجميع زجاج نوافذ المسجد من جميع الاتجاهات تكسرت حتى غطت أرضيته الحمراء في الطابق الأول، وكذلك أرضيته الخضراء بالطابق الثاني، لم يصدح هذا المسجد بصوت الأذان بالأمس نتيجة الصواريخ.

كان جميع أبناء المسجد يشاركون في إزالة الزجاج من الطابق الأرضي ويحاولون جمعه وكنسه وإزالة الغبار، فحجم الدمار كبير، أبواب مكسرة، سماعات مدمرة، نوافذ بلا زجاج.

زاهر قلجة وهو المسؤول عن المسجد يقول لصحيفة "فلسطين" إن المسجد تعرض لتدمير كبير تفوق خسائره نحو 30 ألف دولار، القصف أدى لتدمير جهاز الصوت، وجميع النوافذ والأبواب.

وتنوي إدارة المسجد تجهيز الطابق الأرضي "البدرم" لإقامة الصلاة رغم أنه غير مؤهل لإقامة الصلاة اليومية، لأن إزالة آثار الدمار تحتاج إلى عشرة أيام لتجهيز الأبواب والنوافذ والسماعات الخارجية.

ولم يعد المشهد بمحيط ساحة الكتيبة كما كان قبل أن تطلق طائرات الاحتلال سبعة صواريخ على مبنى دار الكتب الوطنية، فمباني وزارة الأوقاف وديوان الموظفين ووزارة العدل المكونة من عدة طوابق ومصممة بواجهات زجاجية عديدة أصبحت بلا نوافذ نتيجة القصف، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالأبواب والمكاتب والمستندات التي طالها القصف كذلك.

المبنى التعليمي التابع لجامعة الأزهر والمحال التجارية المحيطة بالمكان، كلها طالها القصف الذي تسبب بتكسير زجاج نوافذها وأبوابها، حتى منازل المواطنين المحيطة بالمكان، ألعاب الأطفال التي كانت بساحة الكتيبة تدمرت، في مشهد يؤكد فيه الاحتلال عدم تفريقه بين هدف عسكري وآخر مدني.

اخبار ذات صلة