قائمة الموقع

​مختصون: التصعيد المتقطع معارك قصيرة لاستنزاف المقاومة

2018-07-16T06:44:02+03:00
قصف للاحتلال في غزة (أ ف ب)

على جولات متقطعة وأكثر قرباً من ذي قبل تدور المواجهة بين جيش الاحتلال وقوى المقاومة في قطاع غزة، فما أن تشتعل الأجواء حتى تبادر أطراف إقليمية ودولية للعب دور الإطفائي، ما جعل التكهنات بخروج الوضع عن السيطرة أكثر احتمالية، كما يرى مختصون.

وحتى قبل عام كانت المقاومة تتلقى الضربات التي تستهدف مقدراتها بصمت خرجت عنه بتثبيت معادلة "القصف بالقصف والهدوء مقابل الهدوء".

الخبير العسكري واصف عريقات يبين أن الاحتلال ينتهج منذ انتهاء عدوان 2014 أسلوب الجولات القصيرة عملاً باستراتيجية "معركة بين المعارك" مستثمراً أي حدث وظرف للتصعيد المتقطع المحدود ليوقع خسائر مادية تستنزف المقاومة دون أي تصل إلى مستوى الحرب الشاملة.

ويقول اللواء المتقاعد لصحيفة "فلسطين": "يحاول الاحتلال الإبقاء على حالة التهديد موجودة في غزة، لوقف بناء القدرات العسكرية للمقاومة، وتثبيت قوة الردع بإيقاع خسائر في تجهيزاتها"، لافتاً إلى أن ذلك يترافق مع تشديد الحصار كأداة عقاب جماعي تساعد في تحقيق الأهداف الإسرائيلية.

ويرى عريقات أن أسلوب "معركة بين المعارك" يعمد من خلاله الاحتلال لتلمس ما لدى المقاومة الفلسطينية من إمكانيات وخيارات في المعركة، وهو يعبر عن عجز إسرائيلي عن شن عدوان واسع لتحقيق مكاسب سياسية"، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب "بات عقيما مع تنبه المقاومة له ولا جدوى له من ناحية إسرائيلية".

في المقابل تثبت المقاومة، وفق عريقات، معادلة الردع وميزان الخوف والألم بالألم، رغم اختلال ميزان القوى لصالح الاحتلال، لكن الإرادة مختلة لصالح المقاومة إذ ما زالت قادرة على التصدي وإثبات نفسها فلسطينيا.

ويشير إلى أن أساليب الاحتلال "عفى عليها الزمن، وأن الفلسطينيين استطاعوا تثبيت معادلات جديدة، كمعادلة القوة الشعبية الفاعلة من خلال مسيرات العودة، والطائرات الورقية الحارقة".

وكان جيش الاحتلال، قال إنه رصد إطلاق 200 صاروخ وقذيفة هاون من قطاع غزة باتجاه المواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة، أول من أمس، فيما قصف الاحتلال 40 هدفاً للمقاومة.

ردود وضربات محسوبة

الخبير في شؤون الأمن القومي د. إبراهيم حبيب يرى أن الاحتلال يحاول بشكل جدي تغيير قواعد الاشتباك التي رسختها المقاومة بعد عدوان 2014، موضحا أن المقاومة تمترست عند المعادلة "القصف بالقصف" التي تبنتها، والهدوء المتبادل ولم تمنح الاحتلال فرصة لتغيير القواعد حتى لو وصل الأمر لمواجهة شاملة.

ويقول حبيب لصحيفة "فلسطين" إن المقاومة بدت حكيمة واستطاعت إيصال رسائل محسوبة وقتا وزمانا ومكانا، فأفشلت المخطط الإسرائيلي.

ويضيف أن المرحلة تمثل "عملية استكشاف بالنار للآراء السياسية والعسكرية للمقاومة، والاحتلال وصل لقناعة أن الاستكشاف بالقوة يقول إن المقاومة لم ترضخ ولم يجد معها أسلوب الضغط الميداني والتصعيد الذي يهدف لإفشال مسيرات العودة".

وتوقع حبيب أن "تبدأ قيادة الاحتلال بالتوجه نحو المواجهة الشاملة خلال المرحلة القادمة يحدد توقيتها متغيرات ومستجدات الميدان".

ويريد الاحتلال فرض معادلة، وفق الخبير الأمني، بأن يجبي ثمناً من غزة دون مقابل إسرائيلي على اعتبار أن رد المقاومة سيقود إلى حرب شاملة لا تتحمله غزة ولا (إسرائيل) في هذه الظروف، مستدركاً "لكن الرد المباشر على الضربات العسكرية الإسرائيلية في غزة أوصل رسالة بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستدفع الثمن كما يدفعه المواطن الغزي".

وبشأن تدخل الأطراف الإقليمية في الوصول لتهدئة في كل مرة تصعيد، يرى حبيب أن الأطراف الإقليمية والدولية لا تتدخل لوقف التصعيد لأجل أهالي القطاع، بل هي محاولة لإخراج الاحتلال من حالة الحرج الذي وقع فيه نتيجة فشله في تحقيق أهدافه الأساسية من التصعيد، فكان لا بد من طوق نجاه لإخراجه، وهذا ما يفسر التجاوب الإسرائيلي السريع مع الجهود السياسية.

اخبار ذات صلة