قائمة الموقع

​الصواريخ الإسرائيلية تغتال الطفولة المعذبة في غزة

2018-07-15T07:13:47+03:00

"خراب ودمار في كل أرجاء المكان، لم يتركا حتى ألعاب الأطفال ودُماهم"، هكذا كان المشهد في ساحة متنزه جامعة الأزهر "الكتيبة" غرب مدينة غزة، بعدما أغارت طائرات حربية إسرائيلية على المبنى المجاور بستة صواريخ دمرته بشكل شبه كلي.

شظايا تلك الصواريخ أصابت العديد من الأطفال الذين حضروا للمتنزه برفقة عائلاتهم، بهدف الترفيه عن أنفسهم، لكن ذلك لم يشفع لهم أمام بطش وعنجهية الاحتلال التي لم تترك شيئاً في القطاع إلا واغتالته.

وأسفر القصف الذي طال مبنى ثقافيا عن استشهاد طفلين لم يتجاوزا السادسة عشرة من عمريهما، وإصابة 14 آخرين، جُل "ذنبهم" أنهم هربوا من حر الصيف بفعل الانقطاع المستمر للكهرباء إلى الساحات العامة علهم يلتقطون أنفاسهم أمام قسوة العيش في القطاع المحاصر منذ أكثر من 12 عاماً.

وكان الطفلان الصديقان أمير النمرة ولؤي كحيل يتشبثان بالحياة بينما كانا يلهوان إلى جوار "القطار الدائري" الذي يعتاش منه أحد المواطنين بالترفيه عن الأطفال القادمين للمكان لقاء بضعة شواكل في ظل سوء الظروف الاقتصادية التي يعانيها أهالي القطاع، لكن صواريخ الاحتلال كانت كفيلة بقلب المشهد تماماً، حيث تطايرت أجساد الطفلين الغضة وسقطت دونما حراك.

ولم تعد الساحة التي يكسوها العشب الأخضر بزهوها فاكتست بركام الحجارة والأتربة الرمادية التي خلفتها الانفجارات القوية في المبنى المكون من خمس طبقات، والذي تعود ملكيته لوزارة الثقافة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها مبنى الثقافة الذي خصصته الوزارة لإنشاء مكتبة ومركز ثقافيين كبيرين يضمان مئات الكتب، فقد سبق أن أغارت عليه المقاتلات الحربية الإسرائيلية إبان العدوان العسكري على غزة في 2014 ودمرته جزئياً، وهو ما يكذب رواية سلطات الاحتلال بادعائها أن المبنى المهجور يستخدم لأغراض عسكرية.

الطفل محمود جحا كان شاهداً على اغتيال الطفولة الفلسطينية، فالطفل الذي يمتهن بيع "عيدان تنظيف الأسنان" وقف بعد القصف في ساحة المتنزه محدقاً بذهول من هول المشهد في أرجاء المكان الذي طال الدمار محيطه.

واعتاد جحا (10 أعوام) على التواجد في المتنزه يجوب أرجاءه بين مرتاديه عارضاً عليهم شراء بضاعته لقاء شيكل واحد للعبوة الواحدة.

ولا يكتفي محمود ببيع "النكاشات" وإنما يعطي نفسه مساحة للعلب كما يقول "دائماً بقعد هنا وبلعب على الألعاب"، مشيراً بإصبعه إلى لعبة "القطار" المُدمرة.

قوة القصف لم تقتصر على المبنى الثقافي، بل وصلت أضراره إلى المباني المجاورة وبعض المنازل الموجودة في نفس المكان.

مسجد الشيخ زايد الملاصق تماماً للمبنى كان له نصيب الأسد من الأضرار، إذ أدى القصف إلى أضرار في صحن المسجد وتكسر نوافذه وانهيار أجزاء من جدرانه، إضافة إلى قرية الفنون والحرف المحاذية للمبنى، التي تدمرت بشكل شبه كلي.

كما أدى القصف لتضرر عدد من البيوت المجاورة وتكسر زجاج نوافذها، ملحقاً كذلك ضرراً جزئياً بمبنى الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة.

ويروي أحد شهود العيان من المنطقة، أن القصف الحربي الذي نفذته طائرات من نوع (F16) سبقته صواريخ أخرى من طائرة هجومية مسيرة (دون طيار).

وذكر الشاهد لصحيفة "فلسطين"، أن عدداً كبيراً من الأطفال كانوا يلعبون على "القطار الدائري" القريب من المبنى لحظة القصف، مما أدى إلى وقوع إصابات كثيرة في صفوفهم بفعل انقلابه.

اخبار ذات صلة