أعطت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تأكيدات مختلفة على لسان مسؤوليها بغزة، بأنه لا يوجد تمويل لبرنامج الطوارئ الذي يضم (المساعدات الغذائية، والتشغيل المؤقت "البطالة"، وبرنامج غزة للصحة النفسية)، كما أعطت إشارات أنها ستستغني عن 956 موظفًا يعملون في تلك البرامج، فهل هذه مقدمات لإنهاء برنامج الطوارئ بشكل نهائي تحت ذريعة التمويل؟
المستهدف الأول
يقول رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس" د.عصام عدوان: إن الأونروا ستلجأ إلى التقليل من الإنفاق حسب ما أعلنت لتوفير قيمة العجز المالي الذي تعاني منه والبالغ 217 مليون دولار، لافتًا إلى أن تقليل النفقات حسب ما تخطط إدارة الوكالة سيكون على حساب برنامج الطوارئ.
وأضاف عدوان لصحيفة "فلسطين" أن برنامج الطوارئ تعمل به الوكالة منذ عام 2000 وضم أعداد كبيرة من الموظفين في مجال التعليم والصحة والإغاثة وظفتهم الوكالة على ميزانية الطوارئ بدلا من الميزانية الرئيسة، مشيرا إلى أن الأونروا تلمح بأنها ستتخلص من برنامج الطوارئ كنوع من تهيئة الأذهان لما هو أصعب وقادم.
واستدرك بأن الأصل أن لا تخلط الوكالة بين ميزانية الطوارئ مع الميزانية الأساسية في التعليم والصحة والمساعدات، معتبرا أنه في حال أوقفت الأونروا برنامج الطوارئ فإن ذلك سيؤدي إلى صدمة لدى أهالي غزة خاصة أن القطاع يعاني من قلة الوظائف.
وبين عدوان أن هناك تداعيات سلبية لوقف برنامج الطوارئ، خاصة فيما يتعلق باللاجئين الذين يستفيدون من برنامج الطرود الغذائية، فقد يتم وقفه أو يدخل في عملية التقليص بشكل متسارع، خاصة أن حجم المستفيدين من المساعدات حوالي مليون إنسان في قطاع غزة.
ولا يستبعد أن يكون ثلث موظفي "الأونروا" بغزة يتبعون لبرنامج الطوارئ، لأنهم يوقعون عقودا سنوية مؤقتة تتجدد سنويا يعتقد معظم هؤلاء الموظفين أنهم ثابتون.
شكل من الحصار
وحذر عدوان من خطورة ما يجري في الوكالة الدولية، متسائلاً: "لماذا تخصّ هذه الأزمة قطاع غزة دون غيره من مناطق عمليات الوكالة"، إضافة لأن هناك شكلًا مشتركًا من التضييق بين قطاع غزة ومناطق عمليات الوكالة للمساس بقضية اللاجئين وتقليص دور الوكالة إلى الوقت الذي يسمح بإنهاء عملها نهائيًا.
واتهم إدارة الوكالة بأنها تمرر مشروعا دوليا يستهدف حقوق اللاجئين الفلسطينيين مما يجعلها شريكا، لافتا إلى أن الوكالة وتعقيبا على نتائج مؤتمر "نيويورك" الأخير لدعم الوكالة –الذي جاء مخيبا للآمال– نفت الوكالة عقب انتهاء المؤتمر أن حجم التبرعات متدنية، ولكن سرعان ما تبين أن التبرعات لم تتجاوز 33 مليون دولار.
وطالب الوكالة بتقديم طلب للأمم المتحدة لسد العجز المالي لديها، وتحويل ميزانيتها على الميزانية الرئيسة للأمم المتحدة، مستغربا صمت الدول المستضيفة للاجئين التي يفترض أن تتضرر من توقف الوكالة عن العمل.
استغناء وتقليصات
من جانبها، تقول نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في "الأونروا" د. آمال البطش: إن الوكالة وإذا لم يتم تسديد العجز المالي البالغ 217 مليون دولار في ميزانيتها خلال الفترة القبلة فإن هناك عدم ضمان لفتح العام الدراسي الجديد، وأن رواتب الموظفين في خطر، وكذلك برنامج الطوارئ.
وأشارت لـ"فلسطين" إلى أن إدارة الوكالة أبلغت هؤلاء الموظفين أنها سترسل لهم نهاية الشهر الجاري إشعارات بأنه سيتم الاستغناء عن بعضهم، والبعض الآخر سيتم تحويلهم للدوام الجزائي، وسيمنحون عقودا حتى نهاية العام فقط، مشددة على رفض الاتحاد للاستغناء عن أي موظف، وأن الاتحاد سيتصدى لهذه الخطوة إن أقدمت عليها إدارة الوكالة.
وأوضحت حمد أن الوكالة حتى الآن استطاعت توفير الدورة الثالثة للمساعدات الغذائية، لكن الدورة الرابعة التي يفترض أن تبدأ في أكتوبر/ تشرين أول القادم لم يتم توفيرها، معتبرة التقليصات مقدمة للاستغناء عن موظفين آخرين حتى ممن يعملون على بند الميزانية العامة.