قائمة الموقع

​قرارات "ترامب" والعقوبات والحصار.. عدوان ثلاثي متعدد الأبعاد

2018-07-15T07:01:54+03:00

جاء تشديد الحصار الإسرائيلي بقرار اتخذه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراؤه، مؤخرًا، ليضاعف حجم المعاناة التي لحقت بسكان قطاع غزة وتعدادهم يزيد على 2 مليون نسمة، جراء العقوبات التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس، في أبريل نيسان 2017، وما تلا ذلك من إعلان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، في 6 ديسمبر كانون أول الماضي القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل) وأعقبه بتقليص المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

وبات هذا الثلاثي يشكل عدوانًا ثلاثيًا متعدد الأبعاد، كما رأى متحدثون أثناء حديثهم مع "فلسطين".

وشدد المتحدثون، على أن الهدف من كل هذا هو تصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن التي وضعتها إدارة ترامب.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عماد محسن، إن عدوان الاحتلال يتمثل بحصاره الظالم، واصفًا الانقسام الداخلي بأنه "عدوان يمس صورة الصمود الشعبي في قطاع غزة عبر عقوبات السلطة المتواصلة".

ونبَّه محسن إلى قرارات الاحتلال الجديدة والتي كان آخرها إغلاق معبر كرم أبو سالم، جنوبي شرق قطاع غزة، والتقليصات في مساعدات وخدمات "الأونروا"، في سياق الضغط المتواصل على سكان قطاع غزة من أجل تكريس الفصل الذي سعى الإسرائيليون له طويلاً، ومن أجل تمرير الصفقة التي يعتزم ترمب عرضها.

وشدد محسن؛ على أن الصفقة "تستهدف بالأساس تقويض القضية وتصفية الحلم الوطني الفلسطيني".

وحول سبل مواجهة هذه التحديات، أكد إمكانية ذلك من خلال الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الكاملة بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية الكفيلة بالتصدي للصفقة وللإجراءات المتخذة بحق شعبنا.

وأضاف: لا يستطيع أحد إجبار الشعب الفلسطيني على قبول ما يرفضه، ولا تستطيع أي جهة في العالم أن تقر بالنيابة عنه أية تسوية تتعلق بالمستقبل السياسي للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.

وتابع: "حتى يستطيع الفلسطينيون رفض صفقة القرن والوقوف في وجه انتهاكات الاحتلال، وما يخبِّئ ويبيت له، ينبغي عليهم الجلوس على طاولة واحدة، وتشكيل حكومة تمثل مختلف الاطراف، والاتفاق على الحد الأدنى المطلوب وطنيًا، وبرنامج سياسي يخاطب العالم".

وشدد على أنه بدون هذه العناصر التي يمكن أن تبنى عليها مبادرة وطنية فلسطينية في المرحلة المقبلة، فإنه من الصعب على الشعب الفلسطيني، أن يواجه المؤامرة الأكبر في تاريخ قضيتنا الممتدة على مدى سبعة عقود.

ويقول النائب في المجلس التشريعي عاطف عدوان، إن الاستهداف لم يعد يقتصر على قطاع غزة، بل شمل القضية الفلسطينية بكل مكوناتها، وكان هذا واضحًا من خلال إعلان ترامب بشأن القدس، وتقليص المساعدات المقدمة لوكالة "الأونروا".

وأكد عدوان أن الاحتلال الإسرائيلي يريد إخضاع قطاع غزة إلى إرادته من خلال الحصار بمساعدة دولية وبعض البلاد العربية.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية معرضة للتصفية من خلال ما تسمى "صفقة القرن"، التي ستعرض في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وباتت القضية الفلسطينية على مفترق طرق، في وقت ما زالت السلطة تفرض عقوباتها على قطاع غزة.

وطبقًا لرأيه، فإن مواجهة ما يفرض على الشعب الفلسطيني من مخططات وتهديدات، يفرض الاتجاه نحو الوحدة الوطنية.

ونوه إلى أن "البعض يتعامل مع قضية فلسطين على أنها شركة اقتصادية يريد الكل تحقيق أهدافه الخاصة من ورائها"، داعيًا إلى الوقوف خلف المقاومة.

الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل؛ قال إن ترامب ونتنياهو يقومان بخطوات جادة على الأرض لتصفية القضية الفلسطينية، وشطب ثوابت الشعب الفلسطيني سواء ما يتعلق بالقدس أو حق العودة.

وأكد المدلل في تصريح لـ"فلسطين"، أن المشكلة الأكبر تتمثل في الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة، وشملت قطع وتأخير صرف رواتب الموظفين في غزة.

وتزعم السلطة أنها من خلال إجراءاتها العقابية على غزة، تحاول الضغط على حركة حماس كما كان يريد كبار قادة السلطة وحركة فتح، لكنها وبحسب المراقبين والسياسيين فإن هذه العقوبات لم تأتِ إلا بمزيد من التداعيات الخطيرة على الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.

وشدد المدلل على ضرورة استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها، وهذا الخيار الجماهيري السلمي، هو خيار رئيس السلطة محمود عباس، فكان واجبًا عليه أن يحترم قرار الشعب الفلسطيني بالخروج في المسيرات، وأن يعمل على دعم وإسناد المواطنين، لا أن يضعف من معنوياتهم من خلال الإجراءات العقابية.

وأكد أن هذه العقوبات بمثابة تجديد للحصار على غزة إلى جانب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد على عقد من الزمان، مشددًا على أن من يرفض صفقة القرن ويريد التصدي لها يتوجب عليه دعم شعبه وأن يقف إلى جانبه.

اخبار ذات صلة