قائمة الموقع

مسيرة العودة تتصاعد في تحدٍّ "لمحاولات إجهاضها"

2018-07-14T08:20:28+03:00

تجاوزت مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية يومها المائة، في ظل تصميم على استمراريتها حتى تحقيق أهدافها.

ويقول عضو الهيئة القيادية للمسيرة محمود خلف، إنها "تسير بشكل تصاعدي وحاشد" تحديدا في أيام الجمعة، مشيرا إلى أهدافها في تثبيت حق العودة للشعب الفلسطيني وإبراز قضيته لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لكيان الاحتلال الإسرائيلي في السادس من ديسمبر 2017.

ومن الأهداف التي تستمر المسيرة لأجلها، حسبما يقول خلف لصحيفة "فلسطين"، إبراز أن الشعب الفلسطيني يريد الانعتاق من الاحتلال وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 12 سنة دون أي بارقة أمل، أمام العالم.

ويوضح أن انطلاق مسيرات العودة جاء بعدما كان هناك "تهديد جدي للمشروع الوطني"، ليضع القضية الفلسطينية على الطاولة من جديد.

وأمس شارك آلاف الفلسطينيين في جمعة "الوفاء للخان الأحمر" ضمنفعاليات الجمعة السادسة عشرة على التوالي لمسيرات العودة وكسر الحصار في جميع محافظات قطاع غزة.

وبين خلف، أن مسيرة العودة مستمرة وذات طابع سلمي، لكن الاحتلال يواجهها بمزيد من العنف ما يدلل على أن الاحتلال يمارس إرهابا منظما ضد المشاركين في المسيرة السلمية.

ويؤكد خلف أن المسيرة لن تتراجع ولن تخبو، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أي محاولات للالتفاف عليها لن تثني الشعب عن قراره الحاسم وهو مواصلة المسيرة حتى تحقيق العودة وكسر الحصار.

ويسرد خلف معطيات تدلل على سير المسيرة تصاعديا، قائلا: "لنراقب ما يحصل في يوم الجمعة بالمناطق الخمسة المحددة للتخييم على امتداد المنطقة الشرقية لقطاع غزة، سنلاحظ أن هناك عشرات الآلاف بل أحيانا تصل لمئات الآلاف وحشودا واسعة وكبيرة تتواجد، ولم نلحظ تراجعا في هذا الحشد، إضافة إلى الأيام التي يجري الإعلان عنها في مناسبات مفصلية ومهمة نجد الحشود الهائلة من المواطنين".

وبحسب خلف، هذا يؤكد أن هناك تصميما وإصرارا على استمرار المسيرات وأن تكون حاشدة في مناطق التخييم.

"الحقيقة تبينت"

ويتفق عضو الهيئة القيادية للمسيرة أحمد المدلل مع سابقه، قائلا إن هناك إصرارا لدى الشعب الفلسطيني على الاستمرار بها، وأنها لن تنتهي أبدا، حتى تحقيق أهدافها.

ويضيف المدلل لصحيفة "فلسطين"، أن المسيرة "قد تخبو أحيانا لكنها تشتعل في أحيان كثيرة وخصوصا عندما تنفجر الذاكرة الفلسطينية بأحداث مهمة جدا في تاريخ النضال الفلسطيني"، مؤكدا أنها "لم ولن تتوقف".

ويقول المدلل، لدى الشعب الفلسطيني تصميم وإرادة قوية، لافتا إلى أن خيارات الشعب كثيرة والقضية الفلسطينية ذات بريق أقوى مما كانت عليه من قبل.

ويضيف أن هناك احتضانا جماهيريا لشهداء مسيرة العودة، وكان من الواضح أن الجماهير التفتت حولهم، ما يؤكد قناعة الشعب بالاستمرار بالمسيرة.

ويؤكد المدلل أن "هناك محاولات كبيرة جدا للالتفاف ومحاولة إجهاض هذه المسيرة، لكن ما نراه من الشعب الفلسطيني هو رفضه لكل الضغوطات والابتزازات التي يتعرض لها ليتنازل عن حقوقه".

وعما إذا كانت مسيرة العودة تسير بالفعل "بشكل تصاعدي"، يجيب: "المسيرة مستمرة ومشتعلة منذ أكثر من 16 أسبوعا، ونحن على يقين بأن هذه المسيرة تسير بالاتجاه التصاعدي، لأن الحقيقة تبينت تماما للشعب الفلسطيني الذي استمر في نضالاته منذ 70 عاما".

ويشير إلى أنه في ظل "انغلاق الأفق السياسي" فإن الشعب الفلسطيني أمام قناعة قوية بأنه يجب أن ينتزع حقوقه من بين "أنياب العدو الصهيوني" من خلال هذه المسيرة، متوقعا أن تكون هناك عملية تصاعدية لها.

ويؤكد المدلل، أن الفصائل تتعامل "بحكمة عالية" مع مسار مسيرة العودة، مبينا أن الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه النضالي كانت لديه خيارات متعددة وعندما خاض المسيرة لم يخضها نتيجة ضعف وإنما "لتعزيز خيار الجهاد والمقاومة".

ويتابع بأنه حتى عندما حاول الاحتلال "حرف مسار" مسيرة العودة الكبرى و"تغيير قواعد الاشتباك" كانت فصائل المقاومة له بالمرصاد ومنعته من ذلك.

ويشدد على أن "المسيرة مستمرة بالرغم من الجراحات، والعدو يعلم تماما أن مزيدا من التغول في الدم الفلسطيني يعني مزيدا من مواجهة هذا العدو".

وعن أدوات المشاركين في المسيرة، يقول المدلل إن الطائرات الورقية "أربكت حسابات العدو" التي أكدت كم هو هش وضعيف أمام إبداعات الأطفال الفلسطينيين، عندما ترهبه هذه الطائرات.

ويوضح أن الشعب الفلسطيني حدد معالم وأهداف هذه المسيرة، وهي استعادة الحقوق الفلسطينية وعودة الأرض إلى جانب الهدف المرحلي وهو كسر الحصار حتى يعيش الفلسطيني الحياة الكريمة، قائلا في الوقت نفسه إن "الإجراءات العقابية" التي تفرضها السلطة على القطاع تهدف "لكسر إرادة الشعب الفلسطيني"؛ وفق تعبيره.

ويتمم المدلل، بأنه لا يمكن لأي عاقل أن يعتقد أن الإجراءات العقابية على القطاع ستعيد المشروع الوطني، بل إن هذه الإجراءات تسهل تمرير "صفقة القرن" التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، لذا ما يحتاجه الشعب اليوم هو احتضانه ودعم وإسناد المسيرة النضالية التي يخوضها.

ومنذ مارس/آذار 2017 تفرض السلطة إجراءات وصفها رئيسها محمود عباس بـ"غير المسبوقة" على قطاع غزة، شملت خصم وتأخير رواتب موظفي السلطة في القطاع دون الضفة، وطالت مجالات الحياة الأساسية كالكهرباء والصحة.

اخبار ذات صلة