قائمة الموقع

مصر تعود بجيل شاب في ​كأس الأمم الأفريقية

2017-01-11T15:03:13+02:00

القاهرة - (أ ف ب)

تعود مصر للمشاركة في كأس الأمم الافريقية في كرة القدم للمرة الأولى منذ احرازها لقب عام 2010، بجيل شاب يمثل تغييرا جذريا عن الجيل الذي فاز بالبطولة ثلاث مرات متتالية، قبل أن تعصف بكرة القدم المصرية تبعات الاحتجاجات السياسية منذ 2011.

ولطالما شكلت كرة القدم متنفسا للمصريين، لاسيما في العقد الأول من الألفية الثالثة الذي شهد هيمنة منتخبهم على كرة القدم الأفريقية، وأحرازه اللقب القاري في 2006 و2008 و2010، فارضا نفسه كأحد أقوى المنتخبات في القارة السمراء والشرق الأوسط.

الا أن هذه السطوة تراجعت بشكل كبير منذ الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وما تبعها من أوضاع سياسية وأمنية واقتصادية غير مستقرة. كما أن الشغف الجماهيري بالمباريات تلقى نكسة بعدما باتت المباريات المحلية تقام بلا جمهور، اثر احداث أدت إلى مقتل عشرات المشجعين في ملاعب كرة القدم.

الا أن كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق في الغابون في 14 كانون الثاني/يناير، قد تشكل فرصة لعودة منتخب مصري مختلف للمنافسة.

ويقول مدير تحرير موقع "يالاكورة" المصري كريم رمزي لوكالة "فرانس برس": "مصر تعود للبطولة في ظروف مختلفة في كل شيء"، والمنتخب "تغير قوامه بشكل جذري عن آخر منتخب شارك في البطولة".

وتشارك مصر بتشكيلة من 23 لاعبا استدعاهم المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، بينهم 19 لاعبا يشاركون في البطولة للمرة الأولى.

وتضم التشكيلة المصرية عشرة لاعبين محترفين خارج مصر، وهو أكبر عدد من المحترفين يدافع عن ألوان مصر في تاريخ البطولة.

وأبرز هؤلاء لاعب وسط فريق روما الايطالي محمد صلاح (24 عاما) الذي يعلق المصريون آمالا كبيرة حول مهارته. وإلى جانبه آخرون مثل محمد النني (24 عاما) لاعب أرسنال الإنكليزي، ورمضان صبحي (19 عاما) لاعب ستوك سيتي وأحمد المحمدي (29 عاما) قائد هال سيتي، ومحمود عبد المنعم "كهربا" (22 عاما) لاعب إتحاد جدة السعودي.

وبعد اعتزال نجوم الحقبة الذهبية أمثال محمد أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة ومحمد زيدان، أبقى كوبر على نجوم مخضرمين كحارس المرمى عصام الحضري (43 عاما) والمدافع أحمد فتحي اللذين شاركا مع المنتخب الذي احرز البطولة ثلاث مرات.

وتشارك مصر في المجموعة الرابعة أمام غانا وأوغندا ومالي.

دعم غائب

ولا يقتصر التغيير على الأسماء فقط، بل تعداه إلى النظرة العامة للمنتخب ومستوى الدعم الرسمي الذي كان يحظى به.

ويقول رمزي "الفريق ككل لم يعد يتمتع بنفس الدعم السياسي".

وألقت الاضطرابات في مصر بظلالها على المنتخب الذي غاب عن كأس الامم في 2012 و2013 و2015، على رغم أنه حامل الرقم القياسي للفوز بلقبها (سبع مرات).

وفي حين كان الدعم السياسي للمنتخب قبل 2011 أكثر وضوحا، لاسيما من خلال الحضور المتكرر لنجلي مبارك، جمال وعلاء، لمباريات المنتخب وتدريباته، غاب هذا الدعم في الأعوام الماضية.

وحضر نجلا مبارك المباراة الودية التي فازت فيها مصر على تونس (1-صفر) الاحد في ستاد القاهرة الدولي استعداد للبطولة، للمرة الأولى منذ خروجهما من السجن في تشرين الأول/أكتوبر 2015.

ويعتبر رمزي إن "التحديات السياسية والاقتصادية (هي) التي قللت من الاهتمام بالكرة. وقت (خلال عهد) مبارك لم يكن في البلاد أهم من الكرة"، مضيفا أنها كانت "أهم من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

كما يلاحظ أن مشاركة المنتخب في البطولة القارية لا تشغل حيزا كبيرا في القنوات التلفزيونية المنشغلة بالأزمات السياسية والإقتصادية.

الخبرة والآمال

وفي مقابل الآمال بتحقيق نتائج جدية، يبدي معنيون بكرة القدم خشية من نقص خبرة اللاعبين الشبان في المباريات الدولية.

ويقول أحمد حسن، قائد المنتخب الفائز بالبطولات الافريقية الثلاث، لـ"فرانس برس" أن مشاركة الجيل الشاب تحمل "مكاسب كبيرة"، الا أن ثمة "نقص خبرة وعدم احتكاك أفريقي لكثير من اللاعبين".

ويطرح حسن احتمال "ألا يواكب أداء مصر طموحات الجمهور".

الا أن رمزي يبدي ثقة أكبر، معتبرا أن "اختيارات كوبر تكتيكية جدا. معظم اللاعبين لعبوا مباريات أفريقية مع أنديتهم وخاضوا لقاءات صعبة في تصفيات البطولة نفسها أو تصفيات كأس العالم".

ويحتفظ المصريون بذاكرة جميلة عن كأس الامم الافريقية، اذ شكلت بالنسبة اليهم، التعويض الأمثل عن غياب منتخبهم عن كأس العالم، منذ مشاركته الاخيرة في مونديال ايطاليا 1990.

ويقول الناقد في موقع "فيلغول" الالكتروني وسيم أحمد "هذه البطولة محببة للمصريين عبر الزمن. فهي فرصتهم للفوز بشيء كبير كرويا".

وكانت مباريات الكرة في السابق مناسبة لالتقاء الأسر والأصدقاء، وتثير الحماسة والود. الا أن هذا الجانب المعنوي تراجع حاليا، اذ تقام المباريات خلف أبواب موصدة، منذ مقتل 19 مشجعا لنادي الزمالك في شباط/فبراير 2015، في حادث كان الثاني بعد "مذبحة بورسعيد" التي قضى فيها 72 مشجعا للاهلي في شباط/فبراير 2012.

كما أثقل تدهور الأوضاع الإقتصادية وتراجع قيمة الجنيه كاهل المصريين الذين اختبروا اعواما من الإضطرابات والاستقطاب السياسي الحاد. وستكون كأس أفريقيا أول بطولة كبرى للمنتخب منذ 2011.

ويأمل المعلق الرياضي هاني حتحوت في ان تشكل "فرصة كبيرة للم شمل المصريين خلف فريق واحد يلعب باسم مصر"، لاسيما بعد "مرحلة الاستقطاب الرهيبة" التي شهدتها البلاد منذ 2011.

ولجهة الأداء على المستطيل الاخضر، لا يبدو الترقب أقل.

ويقول الناقد أحمد "القارة بأكملها تنتظر كيف سيعبر البطل المرعب عن نفسه بعد كبوة كل هذا الغياب".

اخبار ذات صلة