قائمة الموقع

الطالب أحمد منصور.. يهدي تفوقه لشهداء مسيرة العودة

2018-07-10T09:46:26+03:00
أحمد منصور (يساراً)

مثلما توقع ووفق ما خطط، حصل الطالب أحمد حسني منصور من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، على المركز الأول بالفرع الشرعي على مستوى قطاع غزة بامتحانات الثانوية العامة (الإنجاز) وذلك بمعدل 99.3.

ومنذ اليوم الأول لجلوس منصور خلف مقاعد الدراسة بمدرسة الشهيد أحمد ياسين الثانوية للبنين، وضع نصب عينه معدل 99 % وما فوق فقط لا غير، لينال في نهاية المطاف ما سعى له بعزيمة ومثابرة.

وفور سماع عائلة منصور خبر تفوق ابنها أحمد، علت أهازيج الفرح جميع أركان المنزل وتزاحم المهنئون عند بابه، وعن ذلك يتحدث منصور بداية لصحيفة "فلسطين": "الحمد للمولى هي فرحة العمر كما يقال، فجميع تفاصيل اللحظات الأولى لمعرفة النتيجة خلدت في ذاكرتي بمداد من ذهب".

ويسند منصور تفوقه إلى التخطيط والدعم العائلي منذ اللحظات الأولى، ويضيف: "بعدما وضعت الهدف المراد الوصول له، انطلقت في الدراسة بشكل تدريجي وفق نظام يومي مجدول يضمن المداومة على قراءة القرآن، والمراجعة الدائمة للمقررات الدراسية مع إعطاء النفس حقها في الراحة".

وكان عامل المنافسة والرغبة في كسر احتكار التفوق، حاضرا لدى منصور أثناء دراسته للثانوية العامة، حيث سعى لإضافة تفوق جديد لسجل عائلته، التي احتفلت في العام الماضي 2017 بتفوق زوجة شقيقه الطالبة آية الجزاز بمعدل 99%، ليكون له ما سعى في نهاية المطاف.

ويوضح منصور أن القراءة اليومية للقرآن والتسلح بالعزيمة والرغبة بالتميّز، إلى جانب القدرة على تنظيم الوقت، كانت الركائز الأساسية التي اعتمد عليها في رحلة نجاحه، ومن أهم عوامل الدعم المعني والنفسي.

ويشير منصور إلى أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا كانت بمثابة المعضلة الأكبر التي واجهته أثناء دراسته للثانوية العامة، مبينًا أن ساعات دراسته اليومية كانت تتضاعف تدريجيا بدءا من سبع ساعات وصولا إلى ما يزيد على 20 ساعة في الأسابيع الأخيرة قبيل انطلاق الامتحانات.

وخلال فترة تقديم الامتحانات النهائية لم ينقطع منصور يوما واحدا عن إمامة الناس في صلاة الفجر بمسجد النور في حل تل السلطان برفح، وكذلك واظب على إمامة المصلين في صلاتي العشاء والتراويح خلال أيام شهر رمضان وفق الجدول المعد مسبقا.

ولم يفت منصور أن يهدي تفوقه في شهادة الثانوية العامة لأرواح شهداء مسيرة العودة وكسر الحصار، إذ يؤكد أن تفوق الإنسان الفلسطيني في معركة التعليم والتميز لا يقل أهمية عن التفوق على الاحتلال الإسرائيلي سواء في ميدان المقاومة الشعبية أو المسلحة.

بدوره، يقول والد أحمد إن اجتهاد ابنه ووضعه لأهدافه في الحياة بنفسه كانا السبب الأهم في إدخال فرحة النجاح إلى العائلة للعام الثاني على التوالي، مشددُا على أهمية توفير الأسرة الظروف الحياتية المناسبة لابنها وعدم إرباكه أو زيادة الضغط عليه عبر تخويفه من الثانوية العامة.

اخبار ذات صلة