قائمة الموقع

نهى العالول.. حُزنها على والدتها أنبت نجاحًا

2018-07-10T07:46:21+03:00
نهى العالول

لكل ناجح في الثانوية العامة قصة نجاح تستحق تسليط الضوء عليها، فطلبة قطاع غزة يعيشون ظروفا صعبة للغاية لو تعرض لها أي طلبة آخرون في أي مكان في العالم لبات أي إنجاز يحققونه حديث ألسن الجميع.

ولكننا في "فلسطين" هنا نتحدث عن القوة والصمود وتحدي هذه الظروف الصعبة والقاهرة التي تعرض لها هؤلاء الطلبة في إحدى مراحل حياتهم الحاسمة والتي تنقلهم من الدراسة المدرسية إلى الجامعية.

نهى العالول (18 عاما) التي تخرجت حديثاً من الثانوية العامة - الفرع العلمي، اعتادت على حصد معدلات مرتفعة لا تقل عن 95% ولكن القدر شاء لها شيئاً آخر لحياتها.

ففي العامين الماضيين ابتلى الله والدتها بمرض السرطان والذي قلب البيت لديها رأساً على عقب، ورغم ذلك بقيت نهى من المتفوقين حتى أنها حصلت في الصف الثاني ثانوي على معدل 95%، إلا أن عدم توافر العلاج لوالدتها وعدم السماح لها بالسفر لتلقيها في مستشفيات الخارج جعل المرض يغزو جسدها بكل قوة.

مرض والدة نهى انعكس تلقائياً عليها خاصة لحاجة أمها في الأشهر الأخيرة إلى الرعاية التامة والكاملة في كافة مناحي حياتها إذ لم تعد في فترة حياتها الأخيرة قادرة على المشي وبالتالي كان على نهى وأختها الأكبر القيام بكل شؤون والدتها الصحية والمنزلية.

تقول نهى: "كانت السنة الحالية صعبة للغاية والحالة النفسية لكل من في العائلة كانت متدهورة ومتعبة بشكل كبير نظراً لتدهور حالة والدتي التي لم تجد العلاج لمرضها في أشهرها الأخيرة وهو ما زاد من تعبها وتعبنا نحن معها".

وأضافت لصحيفة "فلسطين": "كل ما سبق لا شيء مقارنة بأول يوم في الامتحانات والذي تم نقل والدتي قبله بيومين إلى المستشفى وحين عودتي من المدرسة بعد تقديم امتحان التربية الدينية فوجئت بوفاة والدتي إثر فشل الكبد وبيتنا يتجهز لأيام العزاء واستقبال المعزين".

"عمّ الحزن البيت كما قلبي وقررت ألا أقدم الامتحانات هذا العام إلا أني وجدت دعما ومساعدة من جميع من حولي وصمموا على استكمال تقديم الامتحانات، لذلك انتقلت من بيتي إلى بيت آخر تمتلكه العائلة ولم أحضر أيام العزاء الثانية والثالثة".

وأردفت: "كنت رغم غيابي عن العزاء أجد الدعم من جميع أسرتي التي وقفت إلى جانبي وساعدتني في رفع معنوياتي التي كانت شبه محطمة مع وفاة والدتي، وجدت دعماً خاصاً من والدي وأخواتي ومدرسة الكيمياء التي كان لها الفضل الكبير عليّ في الاستمرار في تقديم الامتحانات".

وأوضحت نهى أنه لولا الظروف التي مرت بها العائلة في فترة الامتحانات ما كان أحد منهم سيرضى بالعلامة التي حصلت عليها في التوجيهي وهي 81% ولكن وفاة والدتي جعلت الجميع يحمدون الله على أني استطعت تقديم الامتحانات وتحصيل النتيجة.

ونبهت على أن توافر العوامل المساعدة للطالب أثناء الدراسة تساعده بشكل كبير في الحصول على علامات عالية والتفوق في الدراسة، لافتةً إلى أنها حصلت على دعم كبير من البيت والمنزل وعلى مستوى الصديقات حيث وهبها الله بصديقة شجعتها بكل صدق ودون غيرة أو حسد من أي تفوق يمكن أن تحصل عليه نهى.

وذكرت نهى أنها لم تخطط حتى الآن للدخول في تخصص معين ولكنها قد تختار الهندسة أو الفيزياء، مشيرة إلى أن لديها شغفا كبيرا بالأخيرة وتحب أن تدرسها للطالبات بعد ذلك.

اخبار ذات صلة