فلسطين أون لاين

​3 دقائق "إنصات" تُنشئ طفلًا سويًا

...
غزة- الدوحة / حنان مطير:

يظنّ الكثير من الآباء أن الطفل إن تناول طعامه وشرابَه فقد اكتفى وتشبّع، لكن الحقيقة غير ذلك وإن كان الغذاء والشراب أساسًا في تنمية عقل الطفل وجسمه ونفسيته، لكن الكثير من الأمور النفسية تطغى في أهميتها على الطعام والشراب، وإن كان واجبًا على الأهل توفيره للطفل فمن الواجب تحقيق الاستقرار النفسي أيضًا.

وفي ظل التغيرات الاجتماعية الكثير من حولِنا نجد اليوم الاهلَ منشغلين عن أطفالهم، الأم في المطبخ تنجز أعمالها وإن انتهت منها انشغلت بهاتفها أو أشياء أخرى، والرجل في أعماله دون أن تكون لديهم ثقافة التعامل مع الطفل بطريقة نفسية تربوية تبني من شخصيته ونفسِه.

المستشار التربوي من دولة قطر الدكتور عيسى الحر ينصح في حديثه لـ"فلسطين" ضرورة أن يكون هناك وقتٌ محدّد من الإنصاتللطفل مع والديه، مؤكّدًا أن الإنصات من أهم وأعمق وأنجح الطرق التربوية التي يمكن من خلالها التخلص من العديد من المشاكل مع الطفل.

ويقول:" الإنصات هنا هو المهموليس الاستماع، فالاستماع درجة والإنصات درجة أعمق، وقد ظهر ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز:" وإذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

ويضيف:" الإنصات أن تكون كلك آذان صاغية، فيكون إنصاتًا بكل الجوارح، فلا يشغل بال المُنصت سواء كان أبًا أو أمًا أي شاغل أو تفكير أو شرود، إنما هدوء وسكينة وتواصل بصري وروحي، بدون مقاطعة ولا نقاش ولا محاورة ولا تفسير، فيسترسل الطفل في الحديثفي أي مضووع شاء، وإن كان كلامه خياليًا غير منطقي".

ويتبع د. الحر:" ليس بالضرورة أن تجلس ساعاتٍ طويلة منصتًا ، فثلاث دقائق كافياتٍ لتحقيق الهدف النفسي والتربوي في الطفل".

تلك الدقائق القليلة تكفيك عناء العشرات من المشاكل التي بينكما، وستقرب مسافات كثيرة بينك وبين طفلك، وستجيب عن آلاف الأسئلة التي بخاطره دون أن يسألها، إنها ثلاث دقائق كفيلة بتغيير حياتكما معًا للأفضل كما يوضح المستشار التربوي الحُرّ.

ومن فوائد الإنصات وفق قوله أيضًا:" تنمية الشخصية، لدى الطفل وتنمية قدراته اللغويةوالشعور بالأمان، والودّ والقر وهذا ينعكس على كل تصرفاتِه فتكون إيجابية ليّنة، والتدرّب على فن الإصغاء والانصات، إلى جانب تأكيد حضوره على أنه فردٌ له قيمة ومكانة بين أفراد الأسرة".