قائمة الموقع

​الكهرباء في غزة.. أزمة كل الفصول

2017-01-11T07:30:29+02:00
فتاة من مخيم الشاطيء تدرس في ظل انقطاع الكهرباء (أ ف ب)

يفرك المواطن، محمد أبو نمر، أطراف يديه المتورمتين وجسده المرتجف من شدة البرد مع دخول فصل الشتاء، ليبعث إليهم القليل من الدفء في ظل انقطاع التيار الكهربائي في مدينة غزة لساعات طويلة تتجاوز الـ"12" ساعة يومياً.

"أبو نمر" اضطر لإشعال موقد النار، - وهي الوسيلة الأكثر انتشاراً لتوفير الدفء في غزة- بسبب مخاطر الدخان وإمكانية تسببه بحريق في منزل عائلته المكون من خمسة أفراد.

ويعاني قطاع غزة منذ أكثر من 7 أعوام، أزمة شح الطاقة الكهربائية.

وأمام "موقد النار" الذي أشعله للتو أمام منزله يقول: "نشعر الآن بالدفء بعد أن قرص البرد أجسادنا.. لم يكن لدي حل آخر لتدفئة عائلتي إلا إشعال النيران التي تعد خطراً عليهم، لكن قلوبنا تكاد أن تتوقف من شدة البرد في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود وسائل بديلة".

وبالقرب من النيران كانت أيادي الأطفال الصغيرة تمتد نحو حرارتها، ويفركونها حتى ينبعث الدفء إلى أجسادهم، فيما يبقى كبار العائلة يراقبونهم بحذر.

ولا يتوفر إلا نحو نصف حاجة قطاع غزة من الكهرباء في أحسن الأحوال (190 ميغاواط من أصل 400)،النسبة الأعلى منها مصدرها دولة الاحتلال الإسرائيلي ، ثم مصر، ومحطة توليد الكهرباء التي لا تعمل بكامل طاقتها، لأسباب فنية وأخرى مرتبطة بتوفر الوقود الصناعي اللازم للتوليد.

وتفاقمت أزمة الكهرباء بشكل كبير منذ الشهر الماضي، وقال فتحي الشيخ خليل، نائب رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة، أمس ، إن تفاقم أزمة الكهرباء في غزة يعود إلى ارتفاع قيمة الضرائب التي تدفعها شركة الكهرباء شهرياً لحكومة رامي الحمد الله ، إضافة إلى تعطل جزئي في الخطوط القادمة من مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي".

وبعيداً عن أسباب الأزمة، يستمر بعض أفراد عائلة أبو نمر، في حديثهم وثرثرتهم دون توقف حول موقد النار، فيما البعض الآخر جالس بيده كتاب يقرأه أمام نيران التدفئة التي أشعلوها إلى أن يغلبهم النعاس.

ويقول:" إن أزمة الكهرباء مستمرة منذ فترة طويلة، ولا يوجد حل لها حتى الآن أو حتى في المستقبل القريب، وقطاع غزة يعاني من تفاقمها مؤخراً بشكل كبير مع دخول الشتاء".

وتفاقمت مؤخراً أزمة انقطاع التيار الكهربائي بغزة لتصل ساعات وصلها فقط إلى نحو 4 ساعات، ما دفع عائلة زعرب (عائلة غزية)، إلى إشعال الشموع لإنارة المنزل، لاستكمال الملتحقين في المدرسة والجامعات دروسهم.

وتقول عبير زعرب (35 عاماً) :" نعتمد في الإنارة على الشموع رغم خطورة إشعالها في المنزل فنستخدمها بحذر..احترق بيتي العام الماضي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وبحمد الله لم يصب أحد بأذى".

وزادت:" الكهرباء منقطعة عن منطقتنا ولم تأت طوال اليوم غير ساعتين، ولا يوجد وسائل للتدفئة أو الإنارة للاعتماد عليها".

ولفتت إلى أن الوضع الاقتصادي صعب، ما يجعل من شراء مولدات كهربائية ووقود أمراً مرهقاً من الناحية المالية، ما يضطرهم لجلب الحطب والأوراق لإشعال نيران التدفئة من مناطق بعيدة.

وهي ترتجف من البرودة الشديدة وحولها أطفالها، تقول :" الحياة صعبة ومأساوية، على المسؤولين أن يضعوا حلاً سريعاً وعاجلاً، فالمعاناة تزداد كل يوم في ظل انقطاع التيار الكهربائي والغاز".

وتضيف: "وبجانب انقطاع التيار الكهربائي ، هناك أزمة في توفير غاز الطهي، ونلجأ في طهي الطعام إلى إشعال الحطب والأوراق".

وكان رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية في رام الله، عمر كتانة، أكد أمس ، إحالته للتقاعد من طرف مجلس الوزراء في رام الله، دون معرفة أسباب القرار.

إلا أن مصدراً حكومياً مطَّلعاً قال، إن أزمة كهرباء قطاع غزة، تعد سبباً رئيسياً في إحالة الوزير كتانة للتقاعد المبكر.

وقال نور الخزندار، عضو لجنة الغاز في جمعية أصحاب محطات الغاز والبترول: "قطاع غزة يعاني من عجز في غاز الطهي بنسبة 60%، ما تسبب بأزمة كبيرة، خاصة مع دخول فصل الشتاء".

وأشار الخزندار إلى أن الكمية التي تدخل غزة يوميا تقدر بـ 280 طناً، فيما يحتاج القطاع في فصل الشتاء إلى أكثر من 350 طناً.

وفي 12 يوليو/تموز الماضي وصل وفد تركي رسمي، قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون" إيرز"؛ لدراسة سبل حل أزمة الكهرباء وعقد ممثلون عن وزارة الطاقة التركية، اجتماعاً مع نظرائهم في سلطة الطاقة الفلسطينية.

ورفع الوفد تقريراً مفصلاً إلى وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي براءت ألبيرق، يتضمن الاحتياجات المتعلقة بإنتاج ونقل وتوزيع الطاقة ومشاكل البنية التحتية في قطاع غزة، وما يمكن فعله على المدى القصير والمتوسط والطويل، بهذا الخصوص.

ويصل خلال وقت لاحق من الثلث الأول من العام الجاري، وفد من وزارة الطاقة التركية، إلى القطاع، للبدء في تنفيذ مشاريع لتحسين الكهرباء بغزة، وفق "الشيخ خليل".

وتفرض دولة الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة، منذ منتصف عام 2006، عقب فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية، ثم شددته منتصف عام 2007.

اخبار ذات صلة