باتت أخشاب الزيتون المتوفرة لدى المزارعين بعد انتهاء موسم الزيتون قبلة لأصحاب المناجر والحرفيين والذين بدورهم يقومون بتحويلها إلى أثاث مميز يعود بشكله وطبيعته الى العصر القديم.
فالفلسطينيون يحاولون الاستفادة من الثروات الطبيعية التي سرق معظمها الاحتلال لبناء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية واقامة المعسكرات .
محمد شتات "أبو مصطفى" من بلدة بديا قضاء سلفيت وهو أسير محرر، يقوم برفقة شقيقه رمضان بتقليم اشجار الزيتون في مناطقهم مستخدمين المناشير اليدوية واخرى تعمل بواسطة الوقود ، ويتم تجميع ما يتم قصه ليباع الطن ما بين 800 الى 1000شيقل .
يقول ابو مصطفى شتات: "في بلدتنا هناك طلب على اخشاب الزيتون بعد تجفيفها وخروج المياه منها، من قبل بعض المناجر التي تختص في هذا النوع من صناعة الأثاث، فأخشاب الزيتون بعد تدويرها تصبح قطعة الأثاث فيها عبارة عن تحفة فنية، فبدلًا من استخدام هذه الاخشاب في التدفئة من خلال حرقها، أصبحت اليوم مصدرا لأنواع من الأثاث المميز بجماله وقوته ومظهره".
الحرفي مثنى شحادة من بديا يقول: "أخشاب الزيتون أصبحت اليوم من الأخشاب التي عليها طلب لصناعة الطاولات والكراسي والتحف داخل المنزل، فالكثير من الزبائن يطلب هذا النوع من الاثاث لأن شكله يختلف عن الاثاث العادي وله وقع على النفس اكثر كونه من شجرة مباركة وطبيعة شكله تختلف عن الكثير من الأخشاب المصنعة".
واضاف :" الأثاث أو الأدوات المصنعة من خشب الزيتون لها اهتمام عند الزبائن الذين يرغبون التراث، وهذه كما يقولون الآن أصبحت موضة وعليها طلب كبير، فأخشاب الزيتون تحتاج إلى تجفيف لفترة طويلة حتى تكون صالحة للتدوير وصناعة الأثاث والتحف داخل المنزل".
أما الحرفي محمد العاصي قال: "الفكرة جاءت كي نستفيد من هذه الأخشاب في بلدتنا والتي تكفي لتصنيع ما يكفي من الأثاث حيث يتم تخزين هذه الاخشاب ، والاثاث المستخدم من خشب الزيتون يمتاز بالقوة والمتانة والجمال ، ومن الخسارة ان يذهب هذا الخشب للتدفئة من خلال عملية حرقه ".
رمضان شتات الذي يقوم مع شقيقه بقص اشجار الزيتون في موسم التقليم يقول :" عملية التقليم تحتاج إلى خبرة كي تستفيد الشجرة من هذه العملية وتكون الاخشاب المتوفرة من عملية التقليم مجدية من الناحية المادية ، وقد انتابني شعور بالسعادة ان الفلسطيني قادر على الاستفادة من كل شيء في ارضه ، وهذا يعزز صموده ، فشجرة الزيتون لم تعد للزيت والزيتون بل ايضا اخشابها والجفت بعد عملية عصر الزيتون ، اضافة الى الاستفادة من ورق الزيتون كناحية علاجية ، فشجرة الزيتون تعتبر مصدرا مهما للاقتصاد الفلسطيني لذا الحرب عليها من قبل المستوطنين قائمة ، من خلال تجريف مساحات مزروعة باشجار الزيتون او حرقها وقصها من قبل عصابات تدفيع الثمن ، واشجار الزيتون عامل اساسي في تثبيت ملكية الارض للفلسطينيين".