قائمة الموقع

​الأسيرات القاصرات يوصلن رسالتهن عبر مجلة

2018-07-02T06:50:42+03:00
ملاك الغليظ (أرشيف)

حياة خلف القضبان، زنازين وغرف تحقيق، حرمان من الطفولة، وقضاء على أحلامها الوردية، وانتزاع من حضن الأهل ودفء العائلة.. وأيام صعبة قضتها في الاعتقال الذي نفذ في حقها بتهمة محاولة طعن جنود إسرائيليين على حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس.

وبالرغم من السجن والسجان عملت هي وزميلاتها داخل السجن على إصدار مجلة من أجل إيصال صوتهن للخارج، ليتحدثن عبر الكلمة عن معاناتهن في سجن "هشارون" وإبداعاتهن.

ملاك الغليظ (14 عامًا) أسيرة محررة، اعتقلت العام الماضي، وكانت أصغر أسيرة فلسطينية، وتم إصدار حكم بحقها بالسجن لمدة ثمانية شهور، وغرامة مالية قدرها أربعة آلاف دينار، وتم الإفراج عنها بتاريخ 29/12/2017 بعد قضاء محكوميتها.

مع عشرات الأسيرات القاصرات قضت حكمها، ولم يغب عن بالها لحظة ظروف اعتقالها، وكيف اقتادوها إلى السجن، تسرد ما حدث معها لفلسطين: "هاجمني جنود الاحتلال وقاموا برش غاز الفلفل، ولم أكن بعيدة عنهم سوى أمتار عدة، ثم تم نقلي إلى التحقيق وقد تعرضتُ هناك للإهانة من قبل جنود الاحتلال، وقضيت ساعات طويلة، من الظهر حتى الساعة 11 ليلًا ويداي مكبلتان، ثم نقلت لسجن "هشارون" للأسيرات الفلسطينيات".

كانت كل واحدة من الفتيات الأسيرات القاصرات تتوكل الكتابة في موضوع يختلف عن الأخرى لإصدار مجلة مشتركة خاصة بهن "زهرات فلسطين" يتحدثن فيها عن معاناتهن داخل الأسر، وإبداعاتهن، ومعلومات ثقافية.

فملاك كتبت معلومات ثقافية تحت عنوان هل تعلم، ولمى البكري تطرقت للحديث عن معاناة الذهاب لمحكمة عوفر، ومنار شويكي تناولت في كتابتها الحديث عن معاناة المقدسيين، وهدية عرينات كتبت عن معاناة محكمة سالم، والطبخات من السجن ونصائح دينية، أمل كبها وإيمان علي كتبن عن الرسم، وملك سلمان تُعلم كلمات بالعبري لإتقانها له، إلى جانب أنها كانت تتولى مهمة كتابة المجلة بخط يدها لجمال خطها، ومرح جعيدي تحدثت عن أهمية الصبر وكلمات بالإنجليزي، أما إسراء جابر عن الفرحة في زيارة الأهالي.

وتابعت الغليظ حديثها: "فالهدف من عمل هذه المجلة هو إيصال رسالة بأنه بالرغم من وجودنا في السجن، ونقضي أحكامًا جائرة، إلا أننا نعمل على إصدار مجلة هادفة، ولنثبت ونؤكد أن جبروت الاحتلال وقوته التي يستخدمها ضد الفلسطينيات القاصرات لن يهزمنا، وكل يوم يمر علينا ونحن داخل الأسر نتعلم فيه شيء جديد، إلى جانب سعينا لإيصال معاناتنا داخل الأسر، والظروف التي نحياها، والحقوق التي سلبت منا".

ومن أبرز ما يعانوا منه خلال عملهم للمجلة، هو سعيهم لعدم معرفة السجان بالأمر خاصة خلال فترة كتابتها، خوفًا من منعهم من عملها، إلى جانب قلة الأوراق والأقلام، والأهم من ذلك عدم وجود جهة تتبناها وتعمل على نشرها، خاصة أن لها مكانة في نفوس الأسيرات القاصرات اللواتي يقمن بعملها.

وبينت الغليط أنه تتمثل أهميتها بالنسبة لهم أنها تُشعرهن بعظم الإنجاز رغم الظروف والقوانين الصعبة المفروضة عليهم داخل الأسر، وقبل أن تخرج من الأسر عاهدت زميلاتها اللواتي تركتهن خلفها بسعيها المتواصل للعمل على طباعتها ونشرها.

اخبار ذات صلة