فلسطين أون لاين

​هجرة العقول واقع يستنفد الطاقات

...
غزة - نسمة حمتو

تعتبر الأزمات والظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون في قطاع غزة من العوامل المهمة التي تدفعهم للتفكير في التخلص من حالة الضيق والتوتر التي يعشون فيها، فهم يتطلعون دوماً إلى العيش في حياة سعيدة وكريمة تشبع فيها احتياجاته وتتوفر لديه كل مقومات الحياة الكريمة وهذا مطلب طبيعي لكل إنسان.

مقومات الحياة

يقول الأخصائي الاجتماعي والنفسي إياد الشوربجي، إن الواقع في قطاع غزة نتيجة الحصار ألقى بظلاله على كافة مجالات الحياة اليومية للمواطن وتأثر بذلك أهم مقومات حياة الإنسان وهو المال نتيجة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والانقسام ونتائجه السلبية على كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية.

ونوه الشوربجي إلى أن جميع هذه الأسباب جعلت المواطن يعيش في حالة من التوتر وعدم الاستقرار وخاصة أن هذه الظروف أثرت على شعور الإنسان بالأمن والاستقرار والمال كذلك مما جعل البعض يفكر في تغيير الظروف التي يعيشها لذا لجأ البعض للتفكير بالهجرة وذلك لدوافع وأسباب مختلفة.

المناكفات السياسية

وأوضح أنه من ضمن الأسباب التي دفعت الشباب للهجرة كذلك الضغوط النفسية نتيجة الفقر والبطالة وانعدام أبسط مقومات الحياة إضافة حالة التفتت في النسيج الاجتماعي نتيجة المناكفات السياسية والخلافات بين الأحزاب.

وأضاف: "من ضمن الأسباب كذلك تطلع الشباب لحياة كريمة خالية من الضغوط بكافة أشكالها إضافة لحالة الكبت والفراغ والاحباط السائد لدى البعض وتطلع الشباب إلى العالم الخارجي على أنه وردي وتتوافر فيه كل الإمكانات المطلوبة".

توفير فرص

ونوه إلى أن من يتحمل المسؤولية في هذا الجانب هم أصحاب القرار السياسي والمثقفون لما للهجرة من آثار سلبية على المجتمع الفلسطيني وخاصة عند الحديث عن هجرة العقول والكفاءات والمعروف أن الشعب الفلسطيني يحتاج لهذه الكفاءات وخاصة الشباب.

وأكد على ضرورة إيجاد حلول مناسبة لإنهاء الانقسام وما نتج عنه من آثار سلبية من كافة النواحي، مطالباً المؤسسات المعنية بالشباب بمحاولة توفير فرص عمل واحتضان الشباب ورعايتهم.

وقال: "يبقى الشباب في بلدهم خاصة أن الوطن يحتاج إليهم فالظروف لن تبقى كما هي، خاصة وأنه يمكن للشباب بصبرهم وهمتهم وثباتهم يستطيعون تجاوز الصعاب والتفكير في العمل في مجالات مختلفة وأن لا يستنفدوا هذه الطاقة إلا في الأشياء الإيجابية التي تعود عليهم وعلى أنفسهم بالنفع".