قائمة الموقع

التوجه للعمل فرصة الشباب المشروطة

2018-07-02T06:42:38+03:00

لم تعد ثقافة عمل الشباب صغار السن ممن هم في المرحلة الثانوية أو في مرحلة الدراسة الجامعية عيباً أو لا حاجة لها، بل إن الظروف المجتمعية دفعت الكثيرين إلى الايمان بها وبأهميتها للشباب في تكوين مستقبلهم واعتمادهم على ذواتهم.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وجد بعض الشباب من بعض الوظائف المؤقتة التي لا يحتاج فيها رب العمل إلى موظف دائم فرصة له في القيام ببعض الأعمال التي من شأنها أن تكفيه مادياً ولو بشكل جزئي وتشغل الكثير من وقته بالإضافة إلى الاستفادة من الاختلاط بالمجتمع المحلي.

محمد سلمان 20 عاماً يدرس الفيزياء في جامعة الأزهر يحاول اقتناص أي فرصة للعمل تتوافر لديه خاصة من خلال الأقارب والمعارف والتي كان آخرها هي العمل في تنظيف عدد من الشقق السكنية من مخلفات مواد البناء المتراكمة فيها.

ويقول محمد في حديث لـ"فلسطين": "لا مانع لدي من العمل في أي مجال فهي فرصة لإشغال وقتي في أمور تعود علي بالفائدة وبالمال أيضاً خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسرتي"، لافتاً إلى أنه يحصل على مبالغ لا بأس بها.

ويضيف: "خلال فترة العيد وما قبلها بيومين كنت قد عملت في إحدى المدن الترفيهية "الملاهي" حيث عملت في تنظف الآلات ثم انتقلت في العمل لاستقبال الضيوف وتشغيل الألعاب لهم".

ويشير إلى أن هذا العمل كان أمراً مسلّياً خاصة فيما يتعلق بالاختلاط بالأطفال، ولكن مسئوله في العمل استغنى عن خدماته بعد انتهاء أيام العيد الأربعة، وبالتالي عاد للبحث عن الأعمال الأخرى التي تأتي حسب الطلب.

فرصة كبيرة

من جهته، عاد الطالب في الثانوية العامة أيمن حسونة إلى البحث عن عمل بمجرد انتهائه من تقديم الامتحانات، لافتاً إلى أن الامتحانات أجلت فرصة كبيرة كان يحصل عليها بمجرد انتهائه من العام الدراسي في الأعوام السابقة وهي العمل في أحد المحال الخاصة بقريب له.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "ما أقوم به الآن هو بعض الأعمال المتفرقة مثل مساعدة بعض المزارعين في الاعتناء بأراضيهم الزراعية وسقايتها أو المشاركة في جمع ثمار بعض الفواكه التي لها موسم في الوقت الحالي".

وأضاف: "هذه الأعمال رغم عدم استمراريتها إلا أنها تشغل الكثير من وقتي بدلاً من أن يضيع في أوقات فراغ لا فائدة منها، كما أني أستفيد من الأموال التي أنالها على جهدي وتعبي"، لافتاً إلى أنه أصبح يقدر قيمة العمل وفائدته للشباب حتى وإن كانوا صغارًا في السن.

عمل ولكن بشروط

في السياق ذاته، أكد خبير التنمية البشرية د. مؤمن عبد الواحد أن فكرة استثمار الإجازة الصيفية أمر إيجابي يجب تعزيزه عند الجميع، وأن توجه الشباب صغار السن للبحث عن فرص عمل لهم في مجال جيد ومحترم هو أمر سيعود في الفائدة عليه بعد ذلك.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "الكثيرين يتوجهون للعمل في قطاع غزة بدافع الحصول على مردود مالي وذلك بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية، كما أن الأهل يفضلون حصول أبنائهم على فرص للعمل حتى يشغلوا أوقاتهم الطويلة خاصة أن الاجازة الصيفية طويلة وتتجاوز الثلاث شهور".

وأضاف عبد الواحد: إن "على الأهالي الانتباه لأسلوبهم في دفع أبنائهم إلى البحث عن عمل فعليهم عدم إشعارهم أن الحصول على عمل يجب أن يكون لأجل المال فقط وإنما لتعزيز شخصياتهم وتطويرها في المجالات التي يحبونها".

وبين أنه يجب ألا يسمح لمن هم دون الـ12 عاما بالعمل كما يجب الحرص على أن يتم انتقاء أماكن مناسبة للعمل لمن هم فوق هذا السن بما يتناسب مع شخصية الشاب وسنه العمرية والهدف من العمل.

اخبار ذات صلة