قائمة الموقع

​في خدمة "الحماة".. الجزاء من جنس العمل

2018-07-01T05:43:55+03:00

إن الأصل في الحياة الاجتماعية التي يتغياها الإسلام الأصل فيها هو قوله تبارك وتعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "المسلم إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"، والحياة الزوجية الموفقة لا بد وحتمًا أن تقوم على هاذين النورين والتي من أشكالها علاقة زوجة الابن "الكَنة" بعائلة الزوج إجمالًا وعلى الخصوص أب وأم الزوج واللذان كانا سببًا بشكلٍ أو بأخر في اختيار فتاة الأحلام لأن تكون قرينة لابنهم.

الحب أساس

يقول الشيخ الداعية مصطفى أبو توهة: "يجب أن تكوم هذه علاقة مبنية على الحب والذي هو امتداد لحب الزوج، وقائمة أيضًا على التعاون والذي هو دليل وبرهان على مودة الزوج وإذا كان الفقه الإسلامي له أحكامه الحدية بين الحرمة والتحليل فإن منظومة الأخلاق في ديننا أوسع من تلك الأحكام والتي تدفع الكَنة لأن تكون قريبةً من أبوي الزوج وذلك ابتداءً بعرض الخدمة والمساعدة مرورًا بتلبية الحاجات الطارئة التي تعيلهما على الحياة الكريمة".

وأضاف أبو توهة: "هذا هو أمر وإن لم يكن مفروضًا على الزوجة فقد تعارفت مجتمعاتنا الشرقية وبخاصةٍ الإسلامية والتي تعيش حياة الأسرة الممتدة حيث الآباء والأبناء وزوجاتهم والأحفاد في بيتٍ واحد وهذه المشاركة التطوعية من الكنات تجاه الأبوين عاملٌ مهمٌ في تقوية الرابطة والعلاقة بين كل أفراد هذه العائلة الممتدة في مجتمعنا والذي هو جزء من المجتمع الإسلامي الكبير".

وتابع الشيخ الداعية قوله:" وهذه المساعدة التطوعية تضمن لمن يقوم بها مستقبلًا واعدًا لأنها وإن كانت هي كَنة اليوم فإنها حماة الغد التي تتوق لأن تكون كنتها عوضًا عن بناتها التي ملأن البيت يومًا ما والجزاء من جنس العمل فمن احترقت بدايته أشرقت نهايته".

عدم التهديد

وقال: "وبالمقابل فإن أبوي الزوج لا يليق بهما أمام هذه الخدمة المعروضة أن يتخذا من الكنة شغالةً أو أداة على مدار اليوم والساعة يرفعون في وجهها سيف الابن بالتهديد والوعيد ذلك أن الكنة هي زوجة لابنهم وليس وراء ذلك من شيء وهذه المساعدة هي عن طيب خاطر وليست فرضًا لا شرعًا ولا قانون، ثم إن الضمير يفرض على الكبيرين أن يقابلا هذه المساعدة بالشكر والامتنان ثم بالمكافأة تمامًا كما يحبون لبناتهم واللواتي هن أسيرات عند الأغراب أن يجدن كل احترام وتقدير".

العدل في السماء

ومضى بالقول: "والأصل في هذا الشعور الأبوي قوله على صلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ومن هناك فإننا نقول بأن الكَنات ينبغي أن يتبوأن مقام البنات فلذات الأكباد مقابل ما تبوأ والدي الزوج مكانة الأب والأم في حق الكنة".

وأكد أبو توهة على مبدأ الفضل وليس العدل، فالعدل في السماء أما في منطق البيوت فهي قائمة على العفو والفضل، وذلك ما أشار إليه قوله تعالى " خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين".

اخبار ذات صلة